ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مصر وقطر تبذلان جهودا مضنية لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وذلك عقب استئناف إسرائيل هجماتها العسكرية الأسبوع الماضى ما تسبب فى مقتل المئات من الفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة فى تقرير إخبارى إن انهيار وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه بشق الأنفس فى قطاع غزة، دفع المسئولين الإقليميين إلى الإسراع فى إعادة إسرائيل وحماس إلى طاولة المفاوضات، فى محاولة أخيرة لإنقاذ أشهر من الدبلوماسية المضنية، مع تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية المتجددة 500 قتيل.
وأضافت أن مصر وقطر، على وجه الخصوص، تضغطان على الجانبين للموافقة على هدنة طارئة، وقد قدم الوسطاء المصريون بالفعل اقتراحا جديدا لحماس، موضحة إنه على الرغم من أن تفاصيل الاقتراح ليست واضحة، لكن الجهود المبذولة لدفع الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب – التى ساعدت فى الوساطة فى الاتفاق الأصلى – لكسر الجمود لم تُسفر عن نتائج تُذكر حتى الآن .
وقالت الصحيفة إنه فى غضون ذلك، أعرب مسؤولو ترامب عن دعمهم القوى لقرار إسرائيل استئناف الحرب، وهى خطوة قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إنه اتخذها جزئيا للضغط على حماس فى المفاوضات.
وأضاف نتنياهو أن المفاوضات مع حماس ستُجرى “تحت النيران فقط”، وأن القوات الإسرائيلية كانت تعمل بالفعل على الأرض يوم الخميس فى شمال وجنوب ووسط قطاع غزة، قائلا : “هذه مجرد البداية”.
وتوصلت إسرائيل وحماس، التى حكمت غزة لمدة 16 عامًا قبل الحرب، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى يناير الماضى لإنهاء 15 شهرًا من القتال، بعد أن هاجم مسلحون فلسطينيون بقيادة حماس المستوطنات الإسرائيلية فى غلاف غزة فى 7 أكتوبر 2023.
وردت إسرائيل على الهجمات بحملة عسكرية عنيفة دمرت جزءا كبيرا من القطاع وشردت غالبية سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
وحتى الآن، أسفر العدوان الإسرائيلى عن استشهاد أكثر من 49 ألف شخص وإصابة نحو 112 ألفا آخرين، وفقًا لوزارة الصحة فى غزة، التى قالت إن غالبية الشهداء من النساء والأطفال.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار، الذى دخل حيز التنفيذ فى 19 يناير الماضى، على ثلاث مراحل، منها مرحلة أولى مدتها 42 يومًا، تُفرج فيها حماس عن رهائن إسرائيليين على دفعات مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وتسحب إسرائيل قواتها إلى محيط قطاع غزة مع السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفى أوائل فبراير الماضى، كان من المفترض أن يبدأ الجانبان مناقشة تفاصيل المرحلة الثانية، التى قال وسطاء إنها ستشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية. لكن إسرائيل رفضت المشاركة فى أى مناقشات جادة. وبعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق فى الأول من مارس الجارى، أعلن نتنياهو إعادة فرض الحصار على غزة، وقطع جميع المساعدات والإمدادات التجارية، بما فى ذلك الغذاء والوقود.
وقام ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، بزيارة طارئة إلى المنطقة الأسبوع الماضى على أمل التوصل إلى اتفاق – أو على الأقل التفاوض على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقدم ويتكوف اقتراحًا “جسريًا” لتمديد وقف إطلاق النار مؤقتًا وتسهيل إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، من بينهم عيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكى إسرائيلى مزدوج الجنسية كان يخدم في الجيش الإسرائيلى عندما اختُطف فى 7 أكتوبر 2023.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان أمس الأول أن الاقتراح دعا أيضًا إلى إطلاق سراح “عدد كبير من الفلسطينيين المحتجزين فى السجون الإسرائيلية”.
ورفضت حماس تمديد المرحلة الأولى ، قائلةً إنه ينبغى على الطرفين الالتزام بالاتفاق الأصلى وبدلاً من ذلك، عرضت الحركة إطلاق سراح ألكسندر مقابل عودة إسرائيل إلى المحادثات بشأن المرحلة الثانية، وأعلنت عن هذا العرض علنًا، على أمل زيادة الضغط على نتنياهو لقبوله، وفقًا لدبلوماسى غربى مُطلع على المحادثات.
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن المقترح لم يكن جوهريًا بما يكفى لإدارة ترامب وأن ويتكوف انزعج أيضًا من بيان حماس العلنى. ومع ذلك، قالت الخارجية الأمريكية إن “الفرصة لا تزال قائمة” أمام حماس لقبول اقتراح الجسر لكنها تتلاشى بسرعة”.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالإشارة إلى قول دبلوماسيين عرب إن القاهرة والدوحة تواصلان جهودهما لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، وإنه ما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، فإن الصراع سيستمر على الأرجح.
المصدر: أ ش أ