مع تواصل العملية العسكرية التي يقودها الجيش العراقي بمساعدة الميلشييات المحلية، وبغطاء جوي توفره قوات التحالف الدولي لاستعادة مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي البلاد ، من تنظيم داعش، تظهر معضلة كبرى تشكل خطرا على القوات العراقية المشاركة في العملية ، والذي يتمثل في دعم سكان المدينة لـ”داعش”، وفق ما عرض تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ونقلت الصحيفة في تقريرها اليوم الأحد عن قائد قوات التحالف والقوات الأمريكية في العراق ، اللفتنانت جنرال شون ماكفرلاند ، قوله إن قدرة القوات العراقية على توجيه ضربة سريعة لـ”داعش” في مدينة الفلوجة قد يتم إبطاؤها من خلال الدعم المحلي للتنظيم، مرجحا أن تكون المعركة أطول وأصعب مما يتوقع القادة العراقيون .
وقال ماكفرلاند إنه من المبكر جدا معرفة كيف ستظهر معركة الفلوجة، لكنه أبدى ملاحظات أكثر حذرا من التي يبديها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وكبار المسئولين العراقيين، بشأن ما يقولون إنها ستكون حملة عسكرية سريعة وحاسمة لاسترداد المدينة المحاصرة الآن من جانب القوات العراقية .
وفي تصريحات سابقة ، قال القائد العسكري في معركة الفلوجة “نحن فعلا لم نخوض معركة كهذه”، مشيرا إلى أن المدينة معقل لـ”المتبنيين الأوائل” لفكر التنظيم، وأنهم لقّنوا ذلك لآخرين، مضيفا “قد يكون لديك نسبة عالية من سكان مدينة كبيرة معادية لنا”.
ووفقا لـ”واشنطن بوست”، فإن الفلوجة تعد بالنسبة لكثير من العراقيين رمزا لدعم “داعش” ومن قبله تنظيم القاعدة، نظرا للطبيعة المحافظة والمتدينة للمدينة .
وكانت القوات الأمريكية شنت عام 2004 هجومين متتابعين في المدينة ضد المتمردين السُنة المسلحين، الذين تشكلوا من مقاتلين محليين وأجانب في معارك تُصنف على أنها ضمن الأشرس للقوات الأمريكية بالعراق بعد غزوها عام 2003.
وقال ماكفرلاند إن “عددا كبير جدا من المدنيين” في الفلوجة قد يحتفظ بالتعاطف مع “داعش”، مضيفا “لا أعلم ما إذا كانوا سيقاومون بالضرورة القوات العراقية، لكنهم قد لا يكونوا مساعدين (للقوات)”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ)