ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن أول انفراجة ممكنة في الحرب الأفغانية التي استمرت 17 عاما حدثت في يونيو الماضي، عندما أدت الهدنة خلال فترة عيد الفطر إلى احتفال عفوي من جانب القوات الأفغانية والمدنيين ومقاتلي طالبان، وأصبح التطلع الوطني للسلام ملموسا.
وأوضحت الصحيفة- في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني- أنه في تطور لتلك اللحظة غير العادية، انتشرت أخبار تفيد باجتماع مسؤول أمريكي رفيع المستوى مع مسؤولين من حركة طالبان، واتفق الجانبان على إجراء المزيد من المحادثات.
وقال مسؤولون من طالبان إنهم ناقشوا إعادة الهدنة في أغسطس الجاري.
وعبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت عن وجهة نظر بلادها بقولها إنه إذا كان من الممكن عقد هدنة تستمر لبضعة أيام، فمن الممكن عقد هدنة أخرى تستمر لوقت أطول وذلك يعطي الأمل للشعب الأفغاني، مشيرا إلى أنهم اتفقوا على الاجتماع مرة أخرى لحل الصراع الأفغاني من خلال الحوار.
وقالت الصحيفة “لقد كان من غير المألوف أن تسعى واشنطن لعقد لقاء ثنائي مع المسلحين، وذلك يظهر حرص الولايات المتحدة على إنهاء الحرب، ولطالما أصر مسلحو طالبان على أنهم لن يتفاوضوا إلا مع الولايات المتحدة وأن شرطهم الرئيسي للسلام هو انسحاب جميع القوات الأجنبية”.
وحتى وقت قريب كان المسؤولون الأمريكيون يصرون على أن تكون جميع المفاوضات تحت قيادة أفغانية واقتصار دور واشنطن على إرسال عدد محدود من القوات الأمريكية لتدريب القوات الأفغانية التي تحارب طالبان وإرسال قوات خاصة لمحاربة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأجنبية الأخرى.
ومع ذلك، في ظل استمرار الحرب التي تسببت في سقوط الكثير من الضحايا المدنيين وتركت مناطق واسعة تحت نفوذ وسيطرة طالبان، أكدت الولايات المتحدة رغبتها في انتهاج سبل جديدة، وعبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن رغبة بلاده في المشاركة في محادثات مع طالبان ومناقشة الدور المستقبلي للقوات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هدنة يونيو أدت إلى تزايد الآمال في تحقيق المصالحة وإتاحة الفرصة للولايات المتحدة لإجراء محادثات مباشرة مع طالبان.
وحتى الآن لم تتضح دوافع مشاركة طالبان في المحادثات، وفي هذا الصدد قال العديد من المحللين إنه في الوقت الذي يبلي فيه المقاتلون بلاء حسنا في ساحة المعركة وليسوا مستعدين للتحدث، أُعجب قادتهم بالجو التصالحي لهدنة يونيو وقد يشعرون بإتاحة فرصة جديدة للضغط بمطالبهم على الولايات المتحدة.
وفي المقابل، قال العديد من المراقبين الأفغان الذين تربطهم صلات بطالبان منذ فترة طويلة إن المقاتلين ربما يصرون على المواقف التي لن تقبلها الحكومة الأمريكية مثل إزالة جميع القوات الأجنبية، وحتى إذا انضمت طالبان إلى الحكومة الأفغانية فمن المرجح أن يسعى الجيش الأمريكي إلى الاحتفاظ ببعض الجنود والقواعد بسبب استمرار تهديد داعش.
وقال مسؤول في طالبان إن وفد الحركة طلب حرية الحركة في عدة مناطق يسيطر عليها المقاتلون، وأن الأمريكيين حثوا على هدنة ثانية خلال عيد الأضحى الذي يصادف الأسبوع الثالث من أغسطس.
المصدر: وكالات