واشنطن بوست: فوز المغرب آثار مشاعر الفخر والوحدة في جميع أرجاء العالم العربي والقارة الأفريقية برمتها
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، أنه عندما انطلقت صافرة الحكم في نهاية مباراة المغرب ضد البرتغال في العاصمة القطرية، الدوحة الليلة الماضية إيذانا بفوز المغرب، تعالت أصوات الهتافات في جميع أنحاء القارة الأفريقية. فقد منح فوز هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا 1-0، المغرب موقعا مرموقا في نصف نهائي كأس العالم- وهي المرة الأولى التي يصل فيها فريق من إفريقيا إلى تلك المرحلة من البطولة.
ونقلت الصحيفة – في مقال رصدت فيه ردود الفعل تجاه هذا الفوز عربيا وأفريقيا وأوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأحد – عن كوابينا يبواه المعلق الرياضي الغاني في محطة جي تي في العامة في غانا، فرحته وهو يصرخ قائلا “نعم! نعم! نعم! نعم! نعم!” حيث ظهر في البث المباشر على شاشة التلفزيون بينما كان يتحدث بصوت عال، غير قادر على احتواء مشاعر فرحته.
وفي السياق ذاته.. غردت محطة جي تي في – في تغريدة عبر منصة تويتر مرفقة بمقطع صوتي للمعلق الغاني قائلة “مبروك لإخواننا الأفارقة”، وقالت الصحيفة “إن المغرب سيواجه فرنسا يوم الأربعاء القادم – في ظل وجود ماض استعماري وقصص الهجرة الحديثة في الخلفية، إذ سيؤمن الفائز في تلك المباراة مكانا في النهائي يوم 18 ديسمبر الجاري”.
وأشادت الصحيفة بالأداء المغربي في مباريات كأس العالم، قائلة “إنه قدم أداء مذهلا.. حيث تغلب على العديد من القوى الأوروبية: بلجيكا وإسبانيا والآن البرتغال، كما أثار نجاحه الفخر والوحدة في جميع أنحاء العالم العربي، الأمر الذي أثار الشعور – بالنسبة للبعض – بحقبة سابقة من القومية العربية.
ولكن المغرب هو بلد أفريقي في الوقت ذاته – ويقول المشجعون الأفارقة “إن ثرواته في كرة القدم تنتمي إلى القارة بأكملها أيضا، من غانا إلى كينيا إلى ومصر وتونس والصومال، حيث يعلق مشجعو كرة القدم آمالهم على المغرب”.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن آخر ثلاثة منتخبات أفريقية وصلت إلى ربع نهائي كأس العالم خسرت مبارياتها، وكلها في نهايات صعبة: فخسرت الكاميرون 3-2 أمام إنجلترا في 1990؛ والسنغال 1-0 لصالح تركيا عام 2002. وغانا بركلات الترجيح أمام أوروجواي في 2010. لكن يوم السبت – وبهدف من يوسف النصيري في الدقيقة ال 42، حقق المغرب الإنجاز الذي استعصى على الفريقين قبله – وهو: فوز بربع نهائي – ليصنع بذلك التاريخ.
وغرد الرئيس الصومالي السابق محمد فرماجو قائلا “لقد جعلتمونا حقا نشعر بالفخر # المغرب”. “وهذه شهادة على أن أفريقيا آخذة في النهوض وأننا قوة لا يستهان بها”.
وكتب صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم “إن القارة بأكملها تحتشد من أجلكم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن القومية تجذرت في كأس العالم، فطوال البطولة التي أقيمت في قطر، وصف المدرب وليد الركراكي فريقه بأنه ممثل لكل إفريقيا، ونسبت الواشنطن بوست إلى الركراكي وهو لاعب المنتخب المغربي السابق المولود في فرنسا قوله – للصحفيين في وقت سابق من البطولة – “لست هنا لأكون سياسيا. نحن نمثل المغرب ومن الواضح أن المغرب والمغاربة هم من أولوياتي”. “لكن من الواضح أننا أفارقة كذلك مثل السنغال وغانا والكاميرون وتونس، لذلك نأمل أن نرفع علم كرة القدم الإفريقية عاليا”.
أما عن أجواء الاحتفال في شمال إفريقيا، فكانت مشاعر الفرحة بالنصر عارمة، حيث أطلقت أبواق السيارات في شوارع الدار البيضاء احتفالا بهذا الفوز، وقالت الصحيفة “احتشد المشجعون في المقاهي وأطلق السائقون الصافرات للاحتفال وسمع هتافات بوسط البلد في القاهرة، وفي تونس العاصمة احتشدت الجموع أمام المسرح الوطني على الطريق الرئيسي بالعاصمة التونسية، وأوقدوا المشاعل ولوحوا بالأعلام”.
وفي العاصمة الليبية طرابلس، تجمع المشجعون في ساحة عامة وشاهدوا المباراة بفارغ الصبر. وبعد فوز المغرب، رفعوا الأعلام المغربية والليبية والابتسامات المبهجة تعلوا وجوههم.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة “إنه على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ بعض المعجبين في إعادة توزيع أغنية نجمة البوب شاكيرا لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، “واكا واكا (هذا الوقت لأفريقيا)”. وكتبت شاكيرا نفسها تغريدة على تويتر قائلة “هذه المرة لأفريقيا !!”. أما عن الركراكي فقد كتب “يمكننا أن نحلم، لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟”.
المصدر : أ ش أ