ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم الأحد أن تصريح الرئيس دونالد ترمب بأنه لا يستبعد العمل “العسكري” في فنزويلا أثار موجة جديدة من المشاعر المعادية للولايات المتحدة من قبل المسئولين الحكوميين هناك، والذين حرص العديد منهم على الاستفادة من هذا التهديد باستعادة الذكريات المظلمة للتدخل الأمريكي في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن مؤيدي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حاولوا استغلال تصريح ترمب الأخير كأداة لتوحيد الشعب الفنزويلي وشعوب أمريكا اللاتينية بشكل عام – ضد ما وصفوه بالعدو المشترك.
وأبرزت أن فيلكس سيجاس رودريجيز، مدير مؤسسة “دلفوس” للاقتراع، قدر بأن هناك أقل من 10% من الفنزويليين سوف يدعمون أي تدخل عسكري في البلاد.
من جانبها، قالت ديلسي رودريجيز- وزيرة الخارجية الفنزويلية السابقة والتي تشغل حاليا منصب رئيس الجمعية التأسيسية الجديدة التي شكلتها الحكومة في أعقاب عملية تصويت أثارت جدلاً واسعاً الشهر الماضي واُدينت من قبل المعارضين والحكومات الأجنبية – “إننا نرفض التهديدات الجبانة والوحشية التي وجهها رئيس الولايات المتحدة ضد سيادة فنزويلا”.
بدوره، قال وزير الإعلام الفنزويلي إرنستو فيليجاس “إن تامب هو أخطر وأقوى تهديد على الإطلاق ضد وطن البوليفار” فيما وصف وزير الدفاع فلاديمير لوبيز تصريحات ترمب بأنها “جنونية، وتعد فعلا من أفعال التطرف” .. وقال “إن هناك نخبة متطرفة تحكم حاليا الولايات المتحدة”.
وكان ترمب قد صرح أمس الأول بأن “الشعب الفنزويلي يعاني ويموت جوعا . ونحن في واشنطن ندرس عدة خيارات بالنسبة لفنزويلا، من بينها الخيار العسكري، إذا لزم الأمر”.
وفي هذا الصدد .. أضافت الصحيفة “أنه على الرغم من خضوع الحكومة الفنزويلية بأكملها بجانب القوات المسلحة تحت سيطرة مادورو، إلا أن نقطة ضعفه الكبرى تتمثل في تدهور الحالة الاقتصادية في البلاد وزيادة العزلة الدولية عليه”.
مع ذلك، تابعت الصحيفة “إن تهديدات تامب بشأن العمل العسكري تسببت على ما يبدو في انقسام حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مما يهدد وحدة دول أمريكا اللاتينية التي تسعى إلى الضغط على حكومة فنزويلا لتغيير مسارها. ففي الأسبوع الماضي، وقعت 12 دولة في المنطقة على قرار في بيرو يدين الحكومة الفنزويلية ويدعم طردها من مجموعة “ميركوسور” التجارية في أمريكا اللاتينية”.
وتعليقاً على ذلك، قال وزير الخارجية التشيلي هيرالدو مونيوز، في تدوينة له نشرها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن حكومة تشيلي ترفض التهديد بشن تدخل عسكري في فنزويلا .. مشيرا إلى أن وزراء خارجية دول عدة بأمريكا اللاتينية وافقوا على رفض أي خطوات عسكرية.
كما أوضحت الصحيفة أن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأمريكية أكد – عقب تصريحات ترمب – أن البنتاجون لم يتلق حتى الآن أي أوامر بشأن فنزويلا وأن الإجراءات الأمريكية تتضمن فقط، حتى الآن، تجميد الأصول وفرض حظر على السفر ضد عدد كبير من المسئولين الفنزويليين، من بينهم الرئيس مادورو نفسه فيما يعكف مسئولو الإدارة الأمريكية حتى الآن على دراسة خيارات أخرى، من بينها فرض حظر على صناعة النفط الحيوية في فنزويلا.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن تصريحات ترمب الأخيرة دفعت مراقبون إلى التأكيد على أن المشهد الراهن يساعد مادورو، ويتيح له إلقاء اللوم على الإمبريالية الأمريكية المفترضة في تراجع الحالة الاقتصادية لبلاده.
المصدر: أ ش أ