قال نشطاء إن عدم تطعيم سكان العالم ضد فيروس كورونا خلق بيئة خصبة مثالية لظهور متغير أوميكرون وينبغي أن يكون هذا الأمر بمثابة جرس إنذار للدول الغنية.
ونقلت صحيفة (الجارديان) البريطانية -في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- عن علماء وخبراء الصحة العالميين دعوتهم إلى اتخاذ إجراءات منذ الصيف لمعالجة أزمة عدم المساواة في اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة قولهم إنه كلما بقيت أجزاء شاسعة من العالم غير محصنة، كلما زاد احتمال تحور الفيروس بشكل كبير.
وقالت الصحيفة إن ظهور مثل هذا المتغير يهدد بإفشال الجهود المبذولة الرامية إلى إنهاء الوباء، إذ تقول منظمة الصحة العالمية إن متغير أوميكرون شديد التحور من المرجح أن ينتشر دوليًا ويفرض خطرًا كبيرًا للغاية لحدوث ارتفاعات في معدلات العدوى وربما تكون له عواقب وخيمة في بعض الأماكن.
وتعليقا على ذلك، نسبت الصحيفة إلى ويني بيانيما، وهي المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للإيدز والرئيس المشارك لحملة “تحالف لقاح الشعب” قولها إن “أوميكرون حدث لأننا فشلنا في تحصين العالم” مضيفة أن هذا الأمر ينبغي أن يكون بمثابة “جرس إنذار ودعوة للاستيقاظ”.
وأشارت إلى أن “العمل كالمعتاد أدى إلى تحقيق أرباح ضخمة لشركات الأدوية، لكن ترك العديد من الناس دون تلقيح ما يعني أن هذا الفيروس يستمر في التحور.. فتعريف الجنون هو أن تستمر في فعل الشيء ذاته ومع ذلك توقع نتيجة مختلفة، نحن بحاجة إلى الضغط على الزر وبدء الأمر من جديد”.
من جانبها، أشارت الجارديان إلى أن هذا التحذير يأتي في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام الجديدة الصادرة عن “تحالف لقاح الشعب”، أن عدد اللقاحات المعززة أو الجرعات الثالثة التي يتم تناولها في المملكة المتحدة هو تقريبا نفس العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم تلقيحهم بالكامل في جميع البلدان الأكثر فقرًا في العالم.
ووصلت المملكة المتحدة إلى معلم بارز يتمثل في 20 مليون جرعة معززة أو إعطاء جرعات ثالثة بعد أيام من إعلان الوزراء بوريس جونسون عن توسع كبير في البرنامج ليشمل كل شخص بالغ في الدولة. بينما في الوقت نفسه، وفقا لأرقام استشهد بها تحالف لقاحات الناس، فقد تم تطعيم 20 مليون شخص فقط في جميع البلدان الـ 27 المصنفة على أنها دول منخفضة الدخل من قبل البنك الدولي.
من جهتها قالت آنا ماريوت، مديرة السياسة الصحية في منظمة أوكسفام وهي واحدة من حوالي 80 منظمة من تحالف لقاح الشعب “ما لم يتم تحصين جميع البلدان في أسرع وقت ممكن، يمكن أن نرى موجة تلو موجة من المتغيرات”.
وأضافت “لا يمكننا تصحيح أخطاء الـ 21 شهرا الماضية، غير أننا نحتاج إلى أن ترسم البلدان الغنية مسارًا جديدًا نحو الأمام تصعد فيه للمستوى اللاحق وتصر على أن تبدأ شركات الأدوية في مشاركة علومها وتقنياتها مع الشركات المصنعة المؤهلة في جميع أنحاء العالم، حتى نتمكن من تطعيم الناس في جميع البلدان وأخيرا إنهاء الوباء “.
وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إن “الفشل في تنظيم التلقيح الشامل على مستوى العالم كان مشكلة كبيرة خلال هذه الأزمة”.
وأضاف: “من الواضح دائما أنك إذا لم تقم بتلقيح العالم فهذا فيروس يمكن أن يتحور. إذا كان لديك عدد كبير من السكان غير المحصنين، فمن المحتمل أن يتطور بشكل أسرع وأكثر”.
المصدر : الجارديان