قال تحقيق في صحيفة واشنطن بوست أن مسؤولين أمريكيين وأكراد يعلنون أن مئات وربما آلافاً من مقاتلي داعش، انتشروا خلال الأشهر الأخيرة، في منطقة حدودية قليلة السكان، ومتنازع عليها بين إقليم كردستان وحكومة بغداد.
أثبت المتطرفون قدرتهم على التسلل نحو مناطق غير محكومة كالثغرة بين خطوط عسكرية كردية وعراقيةوتخلو تلك المنطقة من قوات أمنية كردية أو عراقية، تبعاً لنزاعات قديمة بشأن السيطرة على منطقة فيها وديان نهرية، وغطاء نباتي كثيف. وقد أصبحت تلك المنطقة أكبر نقطة تمركز لمقاتلي داعش منذ فقد التنظيم سيطرته على آخر قرية في “خلافته” السابقة في شرق سوريا.
وحسب كاتبة المقال، صعَّد هؤلاء المقاتلون هجماتهم، مركزين على منطقة في شمال شرق العراق في محافظة ديالى قرب الحدود مع إيران، حيث نصبوا كمائن ليلية وأطلقوا قذائف هاون. وتوفر حشائش طويلة غطاء لقناصة يتسللون نحو نقاط تفتيش ومراكز شرطة.
وقال آرام درواني، قائد قوات البشمركة في المنطقة: “لديهم خطط عسكرية جيدة، وينفذون هجمات مفاجئة، ويشكلون خطراً حقيقياً على حياة الناس”.
وتلفت كاتبة المقال لسعي داعش جاهداً لتأكيد وجوده في مكان لم يعد يرحب به كما كان. ولذا يتجمع مقاتلون متطرفون، هربوا من ساحات معارك، في أقبية ومخابئ ضمن منطقة قاحلة تفصل بين منطقتين تسيطر على إحداها قوات كردية، وتخضع الثانية لسيطرة قوات عراقية. ويكمن آخرون فيما يسمى خلايا نائمة داخل مدن كالرقة في سوريا، بانتظار مكالمة هاتفية بغرض تنفيذ هجوم.
لكن وفق مسؤولين عسكريين أمريكيين، يبدو نشاط داعش، حتى هذا الوقت، أقل من عودة بل صراع من أجل البقاء عشية هزيمة كبرى لحقت بالتنظيم في آخر بقايا خلافتهم.
وفي ذات السياق، يقول الجنرال ويليام سيلي إل، قائد التحالف بقيادة أمريكية في العراق إن “داعش أبعد ما يكون عن استعادة القدرة للاستيلاء على مناطق. ويختبئ هؤلاء ولا يخرجون إلا ليلاً لمضايقة أعدائهم والتقاط صور.
لا يمكن لهم إدارة ثورة أو إنشاء خلافة إن كان هذا كل ما يقومون به”.
ووفق تقديرات كردية وعراقية وأممية رسمية، قتل عشرات الآلاف من مقاتلي داعش، خلال العامين الأخيرين، فضلاً عن مقتل زعيمهم أبو بكر البغدادي حينما فجر نفسه أثناء غارة أمريكية على مخبئه في أكتوبر. كما يقبع داخل سجون في العراق وسوريا حوالي 30 ألف من مقاتلي داعش، فضلاً عن وجود عشرات الآلاف من زوجاتهم وأطفالهم داخل معسكرات كئيبة.
المصدر: وكالات