واشنطن بوست: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يكبد واشنطن خسائر ويحد من نفوذها داخل أوروبا
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الأحد إنه بينما تستمر بريطانيا في الكشف عن شروط خروجها من الاتحاد الأوروبي خلال هذا الأسبوع، فإن الأمريكيين يشعرون فعلاً بخسارة : حيث أن الوكيل المستقل للولايات المتحدة في أوروبا لم يعد لديه النفوذ الذي يمكن أن يمارسه نيابة عن واشنطن في أوروبا.
واستهلت الصحيفة تقريرها في هذا الشأن – والذي بثته على موقعها الإلكتروني – بقولها إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يفرض على الاتحاد إعادة ترتيب أموره بشكل كبير، وربما يُعيد مناقشة عدد من القضايا التي تعتبر حاسمة بالنسبة للولايات المتحدة، ومنها على سبيل المثال العقوبات على روسيا والتجارة الحرة والاستراتيجيات العسكرية.
كما نقلت الصحيفة عن أنتوني جاردنر، سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، قوله:” لقد جعلنا المملكة المتحدة أقرب حلفائنا في أوروبا، وكنا دوما على الهاتف…وهو ما ساهم في توحيدنا أيديولوجيا بكل الطرق تقريبا..وكنا نعتبر المملكة المتحدة بلدنا”.
فضلا عن ذلك، فقد توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي تخلى عن العديد من المبادئ العريقة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وتبني نهج “الاستقلالية” في العالم ، غير أنه فيما يخص المجالات التي لا تزال المصالح الأوروبية والأمريكية متماثلة فيها، فإن الأمريكيين ربما يجدون صعوبة في ممارسة نفوذهم داخل تكتل يضم 27 دولة من بين الدول الأكثر ثراءً في العالم، حسبما زعم دبلوماسيون ومحللون من كلا الطرفين.
ومن المقرر أن يجتمع الزعماء الأوروبيون والبريطانيون في وقت لاحق من اليوم، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على شروط تقسيمهم ، ويسعى مشروع خطة تم طرحها الأسبوع الماضي للحفاظ على العلاقات الوثيقة بين بريطانيا والولايات المتحدة في مجالات تشمل الأمن، وهو أولوية أمريكية.
ويقول صانعو السياسة إن القادة في لندن وواشنطن عادة ما يحبون أن يفتخروا بـ”علاقتهم الخاصة”، وهو نتاج قرون من العلاقات والثقة السياسية والثقافية واللغوية ، لذلك فإن بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي تعد أقل خصوصية بكثير بالنسبة لواشنطن.
وتسعى بلدان عديدة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي إلى كسب ود واشنطن وأن تحل محل المملكة المتحدة ، فقد اشترت أيرلندا مبنى كبيرا في واشنطن لتوسيع سفارتها ، وبولندا وعدت ببناء قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها تحت مسمى “فورت ترامب”.
ويقول ستيفانو ستيفانيني، وهو دبلوماسي إيطالي سابق رفيع المستوى يعمل حاليا مستشارا أمنيا في بروكسل، سيكون هناك فراغ كبير…فالبلدان، بما في ذلك دولتي وبولندا وآخرين، يرغبون في الحصول علي بعض الفوائد من غياب بريطانيا ، لكنهم لا يتمتعون بالعلاقة التي تربط المملكة المتحدة بالولايات المتحدة”.
المصدر: أ ش أ