ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنه في ضوء تنامي المخاوف من انعدام الأمن والاستقرار في أفغانستان، يسعى المسئولون المنُتخبون هناك للبحث عن اجابات من رئيسهم أشرف عبد الغني بشأن أسباب عدم بذل المزيد من الجهود لمنع الهجمات الانتحارية التي أودت بحياة ما يقرب من مائتي شخص خلال هذا الأسبوع وحده.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن صالح محمد سالوقي،عضو البرلمان من إقليم هيرات الغربي، قوله:”إنه يتعين على الرئيس ووزرائه ومعاونيه رؤية ما يحدث في البلاد”.
وفي الاسبوع الماضي، اخترق انتحاريون من حركة طالبان نقاط تفتيش أمنية في تجمعات لقوات الشرطة والجيش بإقليم قندهار بجنوب غرب البلاد، مما سمح للمقاتلين بإقتحام البوابات في غارات تشبه غارات الكوماندوز والهجوم على 60 جنديا كانوا متواجدين في القاعدة، وهو ما أودى بحياة 43 جنديا، وإصابة 9 آخرين.
كما شهد الاسبوع نفسه هجمات منفصلة استهدفت تفجير مسجد شيعي في العاصمة كابول، مما أودى بحياة 54 شخصا واصابة 55 آخرين، فضلا عن هجوم صاروخي آخر استهدف مجمع للناتو داخل “المنطقة الخضراء” ولكنه لم يتسبب في وقوع اصابات.
وأوضحت الصحيفة أن بعضا من المسئولين المُنتخبين اتهموا باكستان، التي ساعدت حركة طالبان في الماضي، بتسهيل تنفيذ هذه الهجمات.غير أن باكستان، التي هددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعقوبات بإعتبار أنها توفر “الملاذات الآمنة” للإرهابيين بالقرب من حدودها مع أفغانستان، أنكرت مساعدة طالبان وأدانت الهجمات في أفغانستان.
وأبرزت أن مسئولين آخرين، وكذلك المحللين الآمنيين، اعتبروا أن هذه الهجمات بمثابة استعراض للقوة ردا على خطة ترامب لنشر 4000 جندي أمريكي هناك – حتى يصل اجمالي القوات الأمريكية في أفغانستان إلى نحو 13500 ضابط وجندي- لاسيما مع زيادة الغارات الليلية والقصف الجوي لقوات طالبان.
من جانبه، قال عبد الحفيظ منصور، عضو البرلمان من إقليم بانجشير المركزي، إن الهجمات تعتبر دليلا على تواجدهم وعلى تركيزهم في أعمال القتال، وأن الغارات الجوية لم تؤثر فيهم…فهم يبذلون قصارى جهدهم لتدهور الوضع ويستخدمون أي وسيلة وإجراء من أجل تحقيق هذا الهدف.
بدوره، قال محمد رادمانيش المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية إن الموقف يزداد صعوبة بشأن الحيلولة دون وقوع جميع الهجمات خاصة مع تواجد تنظيم “داعش” الارهابي في أفغانستان، والذي أعلن مسئوليته عن تفجير مسجد إمام زامان الشيعي في كابول.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)