تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ما إذا كانت الولايات المتحدة بمأمن من هجمات داعش كتلك التي نفذها التنظيم الإرهابي في باريس.
وقالت الصحيفة – في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- “إنه في الوقت الذي تترنح فيه فرنسا إثر سلسلة من هجمات “داعش” الإرهابية في باريس الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات، يتساءل الأمريكيون ما إذا كانت بلادهم أكثر أمانا؟”.
ونقلت عن مسؤول كبير سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف.بي.آي”، كان حتى وقت قريب من المشاركين في عمليات مكافحة الإرهاب، قوله “يا له من سؤال سهل! هل واشنطن أكثر أمنا من باريس؟.. نعم، فهناك محيط يفصل بيننا. ومما لا شك فيه، نحن بمأمن هنا أكثر من هناك”.
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان، أحداث سبتمبر 2001، عندما أنفقت الادارة الأمريكية أكثر من تريليون دولار أمريكي في حربها ضد الإرهاب، مما جعل المعابر الحدودية أكثر أمنا، فضلا عن كشف مؤامرات وتوسيع قائمة المحظورين من السفر من عشرات الأشخاص لتصل إلى ما يقرب من 47 ألف شخصا.
وأضافت أن قوانين مكافحة الإرهاب ما بعد أحداث سبتمبر، والتي اتسمت بكونها أكثر صرامة، ضمنت أن يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف.بي.آي” ومدعون فيدراليون من اتهام شخص بارتكاب جرائم تكون أحكامها شديدة، لافتة إلى أنه في الأشهر الـ18 الماضية، وجه مكتب التحقيقات الفيدرالي أصابع الاتهام الى أكثر من 60 شخصا ذي صلة بتنظيم “داعش” الإرهابي، قد يواجهون عقوبة السجن لسنوات إذا ثبتت إدانتهم، مما يعني أن الـ “إف.بي.آي” لن يضطر لتخصيص موارد لتتبع تحركاتهم.
وأوضحت “واشنطن بوست” أن الحدود سهلة الاختراق في أوروبا تعني سهولة تسلل مئات المقاتلين الأجانب مجددا ورجوعهم إلى القارة الأوروبية من العراق وسوريا، مما يزيد من صعوبة محاولة وكالات الاستخبارات لمراقبتهم، مشيرة إلى أنه على ما يبدو أن هذا هو الحال نفسه في هجمات باريس، حيث كان ما لا يقل عن أربعة من أصل تسعة من الإرهابيين الذين نفذوا هجمات باريس معروفين لدى السلطات الأوروبية، وكان أحد المشتبه بهم في المؤامرة قد قاتل في سوريا ومن ثم عاد إلى أوروبا، هربا من “داعش”.
وذكرت أن عدد الأمريكيين الذين سافروا إلى العراق وسوريا – أو حاولوا على الأقل – يقدر بحوالي 250، أي أقل بكثير من عدد الذين تركوا أوروبا والذين يصل عددهم إلى 4 آلاف و500 شخص، مؤكدة أن مسؤولي الـ “إف.بي.آي” لا يتعاملون مع تهديد داعش باستخفاف، بيد أنهم أعربوا عن ثقتهم بأنه تم احتواء هؤلاء الأمريكيين الذين حاولوا مغادرة البلاد، كما أن الأمريكيين المتواجدين في سوريا لن يعودوا إلى الولايات المتحدة إلا وهم مكبلو الأيدي. –
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط