ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الأحدث التي تشهدها باكستان حاليا تسلط الضوء على المخاوف الأمنية بشأن الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا الشهر، كما زادت من “أجواء الخوف” التي أصبح يستشعرها الشعب الباكستاني مؤخرا.
واستهلت الصحيفة تقريراً لها في هذا الشأن (بثته على موقعها الالكتروني) اليوم السبت، بالإشارة إلى عودة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف إلى بلاده لبدء عقوبة داخل السجن مدتها 10 سنوات، فضلا عن الانفجار الذي استهدف تجمعاً انتخابياً وأودى بحياة 132 شخصاً على الأقل في جنوب غرب البلاد.
وقالت الصحيفة “إن شريف، الذي ثبت تورطه في قضايا فساد هذا الشهر، وصل إلى لاهور مساء يوم أمس بصحبة ابنته مريم –التي حُكم عليها أيضا بـ7 أعوام داخل السجن في نفس القضية- قادما من لندن.. وألقت السلطات القبض عليهما فور وصولهما إلى مطار لاهور”.
واعتبرت الصحيفة أن تصوير عودة شريف واعلان حدث القبض عليه بشكل علني أنما يهدف إلى كسب تعاطف الناخبين في انتخابات ربما تؤدي إما إلى سقوط أحد القادة الأكثر جاذبية في باكستان أو إلى سنوات من عدم الاستقرار السياسي والمجتمعي، بحسب توقعات محللين مختصين.
وأضافت “أن هذا الضعف تجلى يوم أمس في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد عندما وقع واحد من أكثر الانفجارات دموية في تاريخ باكستان الحديث مستهدفا تجمعا انتخابيا لصالح مير سراج ريساني الذي كان مرشحا لمقعد نائب إقليمي لحزب بلوشستان عوامي، لكنه قٌتل متأثراً بجروحه”.
وقد أعلن تنظيم داعش الارهابي مسئوليته عن الانفجار،الذي أدى أيضا إلى إصابة أكثر من 500 شخص، مما زاد من مخاوف عودة النشاط الارهابي من جديد في البلد الذي تمتع لسنوات عديده بإستقرار نسبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانفجار يعد الثاني في أقل من اسبوع، وذلك بعدما قتل 20 شخصا يعملون في الانتخابات لصالح حزب عوامي الوطني العلماني إثر انفجار انتحاري في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان.
وأضافت “واشنطن بوست” أنه في غمار هذه الأحداث، يصل نواز شريف، في محاولة إلى تسليط المزيد من الأضواء على الطريق الذي تسلكه باكستان حاليا، وهو ما يعني توجيه اتهام علني للجيش الباكستاني وللأجندة المحافظة لمعارضه الرئيسي، نجم الكريكيت السابق عمران خان.
المصدر: أ ش أ