ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأحد أنه وبعد مرور ثلاث سنوات على بدء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) سرا إرسال المساعدات القتالية للمعارضين في سوريا لدعمهم ضد نظام الرئيس بشار الأسد ، دفعت الخسائر التي تتكبدها المعارضة بجانب حقيقة المخاوف من تخلي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن هذا الدعم عشرات الآلاف من المعارضين للبحث عن بدائل أخرى وتقييم ثقلها الدولي.
واستندت الصحيفة في طرحها هذا على تصريحات مسئولين أمريكيين وخبراء إقليميين ومعارضين تفيد بأن من بين الخيارات المتاحة أمامهم (أي المعارضين) تعزيز التحالف مع تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المتطرفة الأخرى واستلام أسلحة أكثر تطورا من الدول السنية في منطقة الخليج والتي تعارض انسحاب الولايات المتحدة فضلا عن تبني المزيد من تكتيكات حرب العصابات التقليدية بما في ذلك هجمات قناصة وهجمات أخرى ضيقة النطاق على أهداف سورية وروسية على السواء.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني – “إن العام الماضي شهد نجاح المعارضة في السيطرة على أراض مهمة داخل سوريا ولكن مع مرور الوقت وبسبب غياب الدعم الدولي الفعال لها ، قصفت المروحيات الروسية والسورية بلا هوادة جميع مواقع المعارضة ومعهم المدنيون ..وعلى الأرض تمكنت قوات النظام السوري بفضل دعم إيران وحزب الله اللبناني وقوات الميليشيات الشيعية القادمة من العراق باستعادة أغلب هذه الأراضي”.
وأوضحت أن المعارضين أجبروا على الانسحاب من أغلب الأراضي في شرق مدينة حلب في ضوء الهجمات الشرسة المتواصلة التي شنها النظام السوري ضدهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية..مشيرة إلى أن ترامب أعلن في السابق أن أولويته في سوريا سوف تتركز على محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي بما يصب في صالح روسيا والقوات السورية وكذلك بقية الحلفاء رافضا رؤية إدارة الرئيس باراك أوباما بأن إنهاء الحرب الأهلية ومجئ الأسد إلى طاولة المفاوضات هما المفتاح الأساسي للنصر على المتطرفين في سوريا كما ألمح إلى عزمه تقليص الدعم الذي تقدمه واشنطن للمعارضة في سوريا.
كما ندد ترامب تكرارا بالمعارضين في سوريا .. قائلا “إننا لانملك أية فكرة حول هوية هؤلاء الأشخاص”…مضيفا “إن موقفي يقول إنك تحارب سوريا ، وسوريا تحارب داعش ، لذا عليك التخلص أولا من داعش” .. // على حد قوله//.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تقدر أن هناك نحو 50 ألف مقاتل أو أكثر ممن أطلقت عليهم اسم “المعارضة المعتدلة” وأنهم يتمركزون في محافظة أدلب بشمال غرب البلاد وفي حلب وبعض الضواحي بجنوب وغرب سوريا ، وأنهم لن يستسلموا على الأرجح.
وأردفت تقول إنه على الرغم من تعزيز ثرواتهم بالعام الماضي بفضل حصولهم على صواريخ مضادة للدبابات من الولايات المتحدة ودول أخرى ، ظل المعارضون في سوريا يشتكون من “بخل” الولايات المتحدة في تقديم المساعدات لهم /على حد تعبيرهم/ ..وأن ذلك تسبب في خلق العديد من الأزمات بينما ظلت إدارة الرئيس أوباما تخشى من أن تقديم المزيد من الأسلحة المتطورة للمعارضين ومن بينها صواريخ مضادة للمروحيات، قد يسقط في نهاية المطاف في أيدي المتطرفين لذا كانت ترفض تسليمهم مثل هذه الأسلحة.
وفي السياق ذاته..يرى محللون – حسبما نقلت الصحيفة – أن التخلي عن المعارضة لن يخدم أهداف روسيا وسوريا فحسب ولكن سوف يصب أيضا في صالح إيران على حساب بعض دول المنطقة من حلفاء واشنطن والذين يعتبرون طهران تشكل تهديدا وجوديا لأمن دولهم.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط