قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن بعض المسؤولين والخبراء في منطقة الشرق الأوسط يعتقدون أن غارة أمريكية عقابية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية الهجوم الكيماوي المزعوم في مدينة دوما تكون بمثابة مخاطرة بوقوع مواجهة أوسع مع روسيا وإيران.
وقال الخبراء، وفقا لما ذكرته الصحيفة، “إن الغارات على أهداف عسكرية تابعة للأسد سيكون لها أثر ضعيف على الأهداف الأمريكية في سوريا”، بينما رأى خبراء آخرون أن معاقبة ترامب لنظام الأسد – على ما وصفه بالهجوم “الشنيع” بواسطة أسلحة كيماوية ضد شعبه – منطقي وقد يبعث برسالة مهمة إلى الأسد وشريكتيه موسكو وطهران بأنهم يجب أن يتوقفوا عن تصعيد الحرب الأهلية المدمرة.
وأضافت: “أن ترامب قال أمس الأول الإثنين إن جميعهم سيدفعون الثمن بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال ترامب: سيدفع..وسيدفعون جميعا “، بينما رأى عدد من الخبراء أن ترامب ليس لديه سلطة لتقرير فرض عقوبات أحادية الجانب من أي نوع على سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السناتور تيم كاين قال، في بيان أمس الثلاثاء، “إن ترامب رئيس وليس ملكا ويجب على الكونجرس ألا يعطيه شيكا على بياض لشن حرب ضد أي دولة في أي مكان”، مضيفا: ” إذا ضرب سوريا دون الحصول على موافقة فمن الذي سيمنعه حينئذ من قصف كوريا الشمالية أو إيران”.
ونوهت بأنه بغض النظر عن الإجراء الذي ستتبناه الإدارة الأمريكية فهي تفتقر فيما يبدو إلى استراتيجية متفق عليها أو قابلة للتطبيق؛ لتحقيق الهدف ذي الوجهين الذي طالما أعلنته في سوريا وهو هزيمة تنظيم (داعش) نهائيا و تأسيس حكومة مستقرة سياسيا تمنع المسلحين من إيجاد أرض خصبة لهم هناك في المستقبل.
وأوضحت أن إصرار ترامب الأسبوع الماضي على أن القوات الأمريكية يجب أن تعود من سوريا بمجرد تحقيق الهدف الأول يبدو متناقضا مع توجه المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين المكلفين بتنفيذ السياسة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشهر الماضي، بعد نحو سبع سنوات على إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن الأسد يجب أن يرحل قال رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل لنواب الكونجرس : “إنه ما عاد يعرف ما إذا كان هذا الهدف ما زال قائما”.
وأوضحت أن السناتور لينزي جراهام رد عليه قائلا: “حسنا.. إذا كنت أنت لا تعرف فأشك أن أحدا آخر سيعرف لأن هذه وظيفتك أن تعتني بهذا الجزء من العالم”.
وتابعت الصحيفة: “أن الإدارة الأمريكية أعلنت أن الإطاحة بالأسد لم يعد هدفا محددا، لكنها قالت إنها لا تتصور استقرارا سياسيا ببقاء الأسد في السلطة وإن صناديق إعادة إعمار سوريا ستتعثر إن بقي الأسد في السلطة “.
المصدر: أ ش أ