سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم الأحد الضوء على استمرار موجة العنف في أفغانستان وحصد الكثير من أرواح المدنيين بسببها، وذلك رغم التعهدات العديدة باستئناف محادثات السلام.
واستشهدت الصحيفة في ذلك (عبر تقرير بثته على موقعها الالكتروني) بالحادث التفجيري الذي استهدف حافلة ركاب كانت تسير على طريق سريع في غرب أفغانستان يوم الأربعاء الماضي وهي مكتظة بالعائلات والطلاب والعمال مما أسفر عن مقتل 34 راكبا وإصابة 17 شخصا بحروق وجروح عميقة.
وتعليقا على الحادث، نقلت الصحيفة عن سكينة الحسيني، عضو مجلس إقليم “هيرات” والمتطوعة في مجموعة تساعد الضحايا المدنيين جراء أحداث العنف “لقد كان حادثا مخزيا”، مشيرة إلى أنها يوم أمس الأول حضرت تسع جنازات، منهم جنازة لستة أفراد من عائلة واحدة .. فيما نفت طالبان من خلال متحدث مسئوليتها عن تفجير حافلة يوم الأربعاء.
وأضافت الصحيفة “أن الأسبوع الماضي خلف أكثر من 200 مدني قتيلا في جميع أنحاء البلاد بسبب أحداث العنف، حيث تتقاتل حركة طالبان وخصومها، المواليون للحكومة، من أجل كسب النفوذ في محادثات السلام القائمة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي بدأت في سبتمبر الماضي”.
وفي يوم الأحد الماضي، قُتل 20 شخصا في العاصمة “كابول” في هجوم على مقر مكتب أمر الله صالح، المرشح لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقرر إجراؤها في 28 سبتمبر. كما أسفر الهجوم عن إصابة 50 شخصا بجروح. ولم تؤكد أي جماعة مسؤوليتها عن هجوم كابول، لكن صالح اتهم طالبان، التي يعارضها بلا هوادة.
وأوضحت الصحيفة “أن الحرب المتصاعدة بين كلا الجانبين تسببت في خسائر فادحة بين صفوف المدنيين، وفقا لتقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان، الذي كشف أن 3812 مدنيا قتلوا أو أُصيبوا في النزاع خلال النصف الأول من عام 2019 – مع تعرض القوات الحكومية الأفغانية أو القوات الأجنبية المتحالفة مع الحكومة إلى أضرار أكثر من المتمردين”.
وتابع تقرير الأمم المتحدة أن القوات الموالية للحكومة قتلت 717 أفغانيا وأصابت 680 في النصف الأول من عام 2019، أي بزيادة 30% عن النصف الأول من عام 2018، وأن 363 مدنيا قتلوا وأصيب 156 في غارات جوية أمريكية أو أفغانية. ويشمل هذا العدد 89 طفلا قتلوا و61 مصابا.
كما أكد التقرير أن طالبان وقوات تنظيم داعش الإرهابي قتلوا 531 أفغانيا وأصابوا 1437 شخصا، بما في ذلك هجمات مستهدفة على شخصيات سياسية وقبلية ودينية.
ووصف مسؤولو الأمم المتحدة هذا المستوى من الإصابات بأنه “مروع وغير مقبول”، ودعوا جميع أطراف النزاع إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين. وقالوا إن العام الماضي كان الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين في الحرب التي دامت 18 عاما حيث قُتل 3804 وأصيب 7000.
وأفادت “واشنطن بوست” بأن مسئولين أمريكيين يتوقعون استئناف المحادثات مع طالبان قريبا ويأملون في التوصل لاتفاق مبدئي بحلول سبتمبر المقبل يشمل سحب عدة آلاف من القوات الأمريكية مقابل تعهدات من طالبان بالتخلي عن تنظيم القاعدة واحترام وقف إطلاق النار ولقاء مسؤولين أفغان في أقرب وقت من أجل التفاوض على نظام سياسي في المستقبل يهدف إلى تقاسم السلطة.
لكن العنف استمر بلا هوادة مع استمرار محادثات السلام في نفس الوقت.. فقد أظهرت إحصاءات جمعها الجيش الأمريكي أن طالبان قتلت وأصابت- منذ أن استأنفت هجماتها في أبريل الماضي- 1158 مدنيا. وشملت الحوادث انفجار سيارة مفخخة في إقليم غزنة في 7 يوليو أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 170 آخرين، وذلك بينما كان القادة الأفغان يعقدون أول اجتماع غير رسمي مع مسؤولي طالبان في دولة قطر..وفقا لواشنطن بوست.
المصدر : أ ش أ