ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أنه بعد ستة أعوام من اندلاع الانتفاضة المسلحة في سوريا بهدف الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، تتجه الحرب السورية حاليا نحو النهاية – وهو ما سوف يترك العديد من الأسئلة بدون إجابة، وكذلك العديد من المعارك اللازم خوضها.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني- إن احتمالية انتصار الأسد في معركته كانت الأرجح والأكثر وضوحا منذ سنوات- أو على الأقل منذ عام 2015، عندما تدخلت روسيا لدعم جيشه المتهالك، أو ربما قبل ذلك، بعدما فشل المعارضون في الاستفادة من زخمهم في بدايات سنوات الحرب.
ورأت أن “غياب التوصل لحل من جانب المجتمع الدولي يحول دون انتصار الأسد كان جليا لبعض الوقت- ربما حدث ذلك في وقت مبكر عندما فشلت محادثات السلام الأولى في جينيف عام 2014، وبالتحديد منذ تمكنت الحكومة السورية من استعادة مدينة حلب في ديسمبر الماضي، وهو ما أظهر انهيار دبلوماسية الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما”.
واعتبرت الصحيفة: “أنه يجري الآن تدعيم هذه الحقائق، مما يبرز الخطوط العريضة الواضحة لنهاية اللعبة”… ونقلت عن جو ماكارون، المحلل في مركز السياسة العربية في واشنطن، قوله:” إن الحرب التي نعرفها قد انتهت بالفعل. وما تبقى حاليا هو تقسيم الكعكة”.
كما رأت الصحيفة أنه وفقا للسيناريو الذي يلوح حاليا في الافق، فإن الأسد سوف يبقى في السلطة إلى أجل غير مسمى، ولن توجد تسوية سياسية هادفة تؤدي إلى الإطاحة به أو استبداله.
وتابعت تقول: “إن هذا السيناريو يقدم أيضا رؤية قاتمة لمستقبل سوريا، مما يُنبئ بوجود سوريا غير المستقرة والغارقة في صراع منخفض المستوى على الأقل لسنوات قادمة، حيث تقبع مدنها وبلداتها تحت الدمار، ويعاني شعبها من الفقر ويعجز اقتصادها على توفير النفقات التي يحتاجها لإعادة بناء الدولة من جديد”.
وأوضحت الصحيفة أن هذا السيناريو يقدم، مع ذلك، بعض الوضوح بشأن مصير النظام، الذي يتعرض حاليا لضغوط أقل مما سبق من أجل تقديم تنازلات أو حتى القيام بإصلاحات- بل واستطاع لأول مرة منذ عام 2012 أن يسيطر على المزيد من الأراضي أكثر من أي فصيل آخر يكافح لبسط نفوذه على الأرض.
وأخيرا، قالت “واشنطن بوست” إن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع المساعدات عن المعارضة السورية- والتراجع عن قرار سلفه الرئيس باراك أوباما بمساعدتها- يدخلنا مرحلة ينقطع فيها أي شك بشأن نجاة الأسد”.
المصدر: وكالات