كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الإثنين، حجم الخراب الهائل الذي حل بغزة جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة حتى الآن على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، مؤكدة أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين.
وذكرت الصحيفة أنه “لعدة أشهر، لفت نشطاء المجتمع المدني الفلسطيني الانتباه إلى الاستئصال المستمر للتراث الثقافي في غزة حيث أدت الحملة العقابية التي شنتها إسرائيل ضد حركة حماس إلى تحويل جزء كبير من الأراضي إلى خراب”.
وأضافت أنه “في هذه العملية، تعرضت العديد من المكتبات والمتاحف والكليات للنهب والتدمير – وفي بعض الحالات، عن طريق الهدم الإسرائيلي المتعمد، لذا من المحتمل أن تكون آلاف القطع الأثرية في مجموعات مختلفة، بما في ذلك العملات الرومانية وغيرها من المواد من ماضي غزة قبل الإسلام، قد فقدت خلال الحرب”.
وتابعت الصحيفة أن “الاحتجاجات في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة أدت إلى تحويل الاهتمام الأمريكي بعيداً عن عمق الكارثة المستمرة في غزة، حيث لا يزال مسئولو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة يواجهون حجم الدمار في المنطقة، ولا يزال العشرات يموتون كل يوم”.
ونقلت الصحيفة عن بيان مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة: إن “ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى تسريع تحلل الجثث وانتشار الأمراض”، مضيفا أن “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين تناشد “جميع أصحاب المصلحة المعنيين التدخل بشكل عاجل للسماح بدخول المعدات اللازمة، بما في ذلك الجرافات والحفارات، لتجنب كارثة على الصحة العامة، وتسهيل الدفن الكريم، وإنقاذ حياة المصابين”.
ورأت الصحيفة أن “غربلة حطام غزة لن تكون مهمة بسيطة حيث ألقت إسرائيل كمية كبيرة من الذخائر على المنطقة وأن كمية الصواريخ والقنابل غير المنفجرة الموجودة تحت الأنقاض (غير مسبوقة) منذ الحرب العالمية الثانية”.
وسلطت الصحيفة الضوء على قول كبار مسئولي الأمم المتحدة إن المجاعة قد اجتاحت بالفعل أجزاء من غزة وبالإضافة إلى عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل يائس، فإن الحرب “أعاقت بشدة” قدرة غزة على إنتاج الغذاء والمياه النظيفة كما دمرت “الغارات الجوية والجرافات الإسرائيلية المزارع والبساتين وذبلت المحاصيل التي تركها المزارعون الذين يبحثون عن الأمان في جنوب غزة.
وذكرت الصحيفة أن الخوف المحيط برفح الفلسطينية وعدم اليقين بشأن وقف محتمل لإطلاق النار يتعارضان مع الواقع الذي يلوح في الأفق بشأن مدى الصعوبة التي سيواجهها قطاع غزة للتعافي حيث تم تدمير أكثر من 70% من جميع المساكن في المنطقة كما خلص تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن الحرب أبطلت 40 عاما من التنمية والتحسن في المؤشرات الاجتماعية مثل متوسط العمر المتوقع والصحة والتحصيل التعليمي في غزة.
وقدرت الوكالة أن تكلفة إعادة الإعمار، في هذه المرحلة، ستتراوح بين 40 و50 مليار دولار، وإذا اتبعت الوتيرة التي لوحظت بعد الصراعات السابقة، تشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن الأمر سيستغرق “ما يقرب من 80 عامًا لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل” في غزة.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)