قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن أول معاهدة يعترف بمقتضاها الفاتيكان بدولة فلسطين رسميا والتي تمت صياغتها أمس الأربعاء، عوضا عن الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، المؤسسة التي تمثل الفلسطينيين بالخارج في البلدان التي لا تعترف بالدولة الفلسطينية، ستدفع بإسرائيل إلى مزيد من العزلة على الساحة العالمية.
ونقلت الصحيفة في نسختها الالكترونية اليوم مقتطفات من تقارير إخبارية تشير إلى أن عملية المفاوضات حول المعاهدة بدأت في البداية مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن التحول في التسمية الآن اتجه إلى اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية، ويتوقع أن يتم التوقيع على نص المعاهدة في المستقبل القريب بين سلطتي الفاتيكان وفلسطين.
ومن جانبه، قال الاب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان “نعم، إنه اعتراف بأن الدولة موجودة”.
وقالت الصحيفة إن الخطوة لم تكن بالمفاجأة غير المتوقعة، فمنذ أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين “كدولة مراقبة غير عضو” في عام 2012، اشارت الفاتيكان إلى “دولة فلسطين” في بياناتها، بالإضافة إلى إشارة برنامج الفاتيكان الرسمي إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى أنه رئيس “دولة فلسطين” عندما زار البابا فرانسيس الأراضي المقدسة العام الماضي، وأشار البابا بشكل علني إلى “دولة فلسطين” في خطاب ألقاه في الضفة الغربية.
وفي خطوة أخرى متوقعة، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا قالت فيه إنها تشعر “بخيبة أمل” بسبب قرار الفاتيكان وأن هذه الخطوة “تنأى بالقيادة الفلسطينية عن العودة إلى مفاوضات مباشرة وثنائية” مع الاسرائيليين حول عملية السلام المتعثرة منذ فترة طويلة.
ورأت “واشنطن بوست” أن تلك الفكرة لم تشغل فيما يبدو بال المسؤولين في الفاتيكان، ولا في كثير من الحكومات في أماكن أخرى في أوروبا، شهدت في العام الماضي سلسلة من الأصوات البرلمانية التي طالبت باعتراف رسمي أو رمزي بالدولة الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الغالبية العظمى من الدول في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية اعترفت بالفعل بفلسطين.
ونوهت إلى أن بعض الأحزاب البارزة داخل الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ترفض بشكل قاطع احتمالية قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى العلاقة “الغريبة” بين الكنيسة الكاثوليكية وإسرائيل، حيث لم يعترف الفاتيكان بإسرائيل رسميا إلا في عام 1993، بعد التوقيع على اتفاقيات “أوسلو”، وما زال كثيرون يشعرون بالاستياء حول دور الفاتيكان “كمتفرج صامت” تحت قيادة البابا بيوس الثاني عشر في الحرب العالمية الثانية حيال مذابح النازيين لليهود وأقليات أخرى غير مرغوب بها.
وأكدت الصحيفة الأمركية في ختام تقريرها أن اعتراف الفاتيكان بفلسطين لم يفعل شيئا يذكر في تغيير الحقائق على الأرض – والتي تشمل التوسع المطرد في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وانهيار المحادثات بين نتنياهو وعباس، ولكنه يعمق الشعور بأن إسرائيل باتت في عزلة متزايدة على الساحة العالمية.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط ( أ ش أ)