ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم الأحد أن استيلاء إيران على ناقلة نفط بريطانية يهدد بنشوب أزمة دولية كبيرة ، مع عدم تراجع أي من الجانبين عن المواجهة التي كشفت ضعف العالم أمام تصميم طهران على مقاومة العقوبات الأمريكية.
وقالت الصحيفة – في تقرير بثته على موقعها الالكتروني – ” إن بريطانيا حذرت من أنه ستكون هناك “عواقب وخيمة” إذا فشلت إيران في إطلاق سراح الناقلة، التي تم الاستيلاء عليها يوم الجمعة في مضيق هرمز- الممر المائي الضيق والمزدحم الذي يمر عبره خمس النفط العالمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران، مع ذلك، لم تظهر أي تراجع. وقالت “إن إيران انتقمت من مصادرة بريطانيا لناقلة نفط إيرانية في البحر المتوسط في وقت سابق من هذا الشهر بسبب انتهاكات مشتبه بها لعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد سوريا” – حسب الصحيفة -.
وأضافت الصحيفة: “أنه لا علاقة للعقوبات الأوروبية بتلك الأمريكية المفروضة حديثا على إيران بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني- ضد رغبات الأطراف الأخرى، بما في ذلك بريطانيا – في محاولة لإجبار طهران على إعادة التفاوض بشأن شروط الاتفاق”.
ورأت الصحيفة أن الاستيلاء على الناقلة البريطانية بعث برسالة إلى العالم مفادها أن إيران لديها القدرة على منع الشحن التجاري في مضيق هرمز كلما اختارت، على الرغم من إرسال تعزيزات أمريكية وبريطانية إلى المنطقة لحماية الشحن الدولي.
ونقلت عن رياض خواجي، من شركة انيجما للاستشارات الأمنية ومقرها دبي، قوله: “إن الإيرانيين يضعون العالم على علم بأن سياسة الولايات المتحدة بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على إيران تنذر بحرب إقليمية”.
وأضاف خواجي: “أن إيران يمكنها أن تستشعر انقسام الحكومة البريطانية بسبب خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، أو ما يعرف باسم “بريكست”، فضلا عن تغيير قيادتها في غضون أيام، وهذا ما يؤكد أن بريطانيا ليست مستعده لحوض حرب جديدة”.
وأبرزت “واشنطن بوست” أن عملية الاستيلاء شكلت أخطر تصعيد حتى الآن منذ أن أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار في المنطقة الشهر الماضي، مما دفع الرئيس ترامب إلى التفكير في توجيه ضربة مباشرة لإيران، ثم إلغائها. كما يكشف الاستيلاء عن أن إيران مستعدة للمضي قدماً في مقاومة تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة، والتي يقول المسؤولون الأمريكيون إنها مصممة لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى “الصفر”.
وأكدت بريطانيا أنها لا تفكر في القيام بعمل عسكري لتأمين عودة الناقلة. فيما قال وزير الخارجية جيريمي هانت في تغريده له على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي إن أي رد سيكون “مدروسا لكنه قوي”. وفي وقت لاحق، أعلن أن بريطانيا تسعى إلى “تصعيد” الموقف.
وحثت الحكومة البريطانية جميع سفن الشحن البريطانية على البقاء بعيدا عن مضيق هرمز، وهو الطريق الذي تسلكه جميع السفن التي تنقل النفط والمنتجات الأخرى من الموانئ في منطقة الخليج.
المصدر: أ ش أ