سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في عددها الصادر، اليوم السبت، الضوء على إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) ليلة أمس إلغاء كل خطط بناء جدار حدودي ليفصل الحدود مع المكسيك، الذي تم تمويله بأموال مخصصة لها في البداية أثناء فترة ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة -في تعليق نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن- إن هذا القرار كان متوقعا بشكل كبير، خاصة بعد قرار الرئيس جو بايدن بتعليق نشاط البناء في المشروع، الذي كان يحمل توقيع الرئيس السابق، والذي خصص له حوالي عشرة مليارات دولار من حسابات الإنشاءات العسكرية ،وبرامج مكافحة المخدرات لبناء مئات الأميال من الحواجز الفولاذية على طول الحدود مع المكسيك، وهو جهد ندد به بايدن واعتبره مضيعة للوقت وغير فعال.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جمال براون في بيان صدر ليلة أمس: “وفقاً لإعلان الرئيس جو بايدن، تلغي وزارة الدفاع كل مشاريع بناء الجدار الحدودي المدفوعة بأموال مخصصة أصلا لمشاريع عسكرية أخرى”.
وأضاف أن وزارة الدفاع “بدأت اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإلغاء مشاريع بناء الحاجز الحدودي”، مؤكداً أن “إجراء اليوم يعكس التزام هذه الإدارة المستمر بالدفاع عن أمتنا ودعم أفراد قواتنا وأسرهم”.
وأشار إلى أن الأموال التي لم يتم الإفراج عنها بعد سيعاد توجيهها إلى المشاريع التي كانت مخصصة لها في الأصل ، لا سيما بناء المدارس الخاصة بعائلات العسكريين وبناء قواعد عسكرية في الخارج، وتأمين معدات لاحتياطي الحرس الوطني.. لكنه لم يوضح قيمة الأموال.
وكان ترامب قد أتم بناء 450 ميلاً من الحواجز الجديدة خلال فترة ولايته، معظمها عبر الصحارى والجبال في جنوب ولاية “أريزونا”، وعلى طول أراضي الغابات الوطنية ومحميات الحياة البرية وغيرها من الممتلكات الفيدرالية الخاضعة بالفعل لسيطرة الحكومة الأمريكية، كما تم بناء حواجز مماثلة في منطقة وادي “ريو جراندي” في جنوب تكساس، وهي المنطقة الأكثر ازدحامًا للمعابر الحدودية ومركزًا لتدفق كبير للهجرة.
وأوضحت “واشنطن بوست” أن الإعلان المشترك الصادر عن وزارتي الدفاع والأمن الداخلي لم يُشر إلى مقدار الأموال التي سيوفرها الإلغاء، ولا ما إذا كانت الأموال المتبقية ستستخدم لدفع تكاليف تسريح المقاولين الذين توقفت جرافاتهم وحفاراتهم منذ 20 يناير الماضي.
وأشارت إلى أن تقديرا أعده سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي في الخريف الماضي ، قدر بأنه سيكون هناك حوالي 3.3 مليار دولار من الأموال المتبقية إذا اختار بايدن عدم المضي قدمًا في خطط بناء ترامب لحوالي 285 ميلًا إضافيًا من الحواجز الحدودية، ووجد التقدير أن الحكومة ستوفر حوالي 2.6 مليار دولار بعد دفع تكاليف التسريح للمقاولين.
كما أنه من غير الواضح، حسبما قالت الصحيفة الأمريكية، مصير الأجزاء غير المكتملة من الجدار الحدودي التي تم تمويلها بحوالي خمسة مليارات دولار من مخصصات الكونجرس لوزارة الأمن الداخلي خلال ولاية ترامب، فيما يصر منتقدو قرار بايدن من الحزب الجمهوري على أنه ملزم قانونًا بإنفاق الأموال على بناء الحاجز، لكن الديمقراطيين أكدوا رغبتهم في استخدام أموال البناء المتبقية من وزارة الأمن الداخلي في تحسين الحدود والمشاريع الأمنية.
المصدر : أ ش أ