نشرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الأحد، تقريرا يوضح أن إسبانيا هي أكثر الدول الأوروبية ترحيبا بالمهاجرين غير أنها تساءلت في الوقت ذاته عما إذا كانت مدريد ستستمر في هذا الترحيب؟.
واستهلت الصحيفة تقريرها، المنشور على موقعها الالكتروني، بالاعادة إلى الأذهان حقيقة ترحيب دول أوروبا الغربية بموجة المهاجرين عندما بدأت عام 2015، فقد احتشدت الجماهير للترحيب بالمهاجرين أمام محطات القطار في المدن الأوروبية، وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل آنذاك: “اننا نستطيع فعل ذلك”، بينما سارع السويديون لمساعدة القادمين الجدد للحصول على السكن والرعاية الطبية، وبدأ ايطاليون حملة بحث وانقاذ مكثفة في البحر المتوسط.
ولكن منذ ذلك الوقت أغلقت أجزاء كبيرة من أوروبا الغربية حدودها وأبعدت سفن الإنقاذ كما وقفت وراء السياسيين المعادين للمهاجرين ، وحتى مع انخفاض أعداد الوافدين الجدد إلى مستويات ما قبل عام 2015، تسببت قضايا الهجرة في انتخاب الفصائل الشعبوية في النمسا وإيطاليا وهددت استقرار الأحزاب المؤسسة في فرنسا وألمانيا.
ورغم ذلك، قالت الصحيفة إن الاستثناء الأكثر وضوحا هو اسبانيا، فقد أصبحت هذه الدولة التي تقع على بعد ما يزيد قليلاً عن سبعة أميال بحرية من إفريقيا، بمثابة الخط الأمامي الأوروبي الجديد للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط.
ومنذ بداية العام ، وصل حوالي 49 ألف مهاجر الى اسبانيا، وفقا لإحصائيات منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ويمثل الرقم حوالي ضعف عدد العام الحالي ممن وصلوا إلى اليونان أو إيطاليا – اللتين كانتا في السابق البوابتين الرئيسيتين إلى أوروبا.
وأضافت أنه بالنسبة لحكومة يسار الوسط في إسبانيا، فإن الأمر لا يدعو للقلق. ويقول خوسيه ألاركون هيرنانديز أحد كبار مسئولي الهجرة في وزارة العمل :” إننا لا ينبغي أن نشعر بالخوف من وصول 50 ألفا أو ما يقرب من هذا العدد إلى أراضينا خلال عام واحد”، مشيرة في هذا السياق إلى أن عدد سكان إسبانيا يبلغ 40 مليون نسمة.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وحزبه الاشتراكي لطالما سعوا إلى تمييز بلدهم وتحسين صورتها. وقال سانشيز لدى استقباله 630 مهاجرا كانوا على متن سفينة إنقاذ رفضتها إيطاليا في يونيو الماضي: “من واجبنا تقديم المساعدة لتجنب كارثة إنسانية وتوفير منفذ آمن لهؤلاء الناس، والامتثال لالتزاماتنا في مجال حقوق الإنسان”.
وأشارت الصحيفة إلى أن استطلاعا للرأي أجراه مركز “بيو” للأبحاث الشهر الماضي كشف أن إسبانيا هي الدولة الأوروبية الأكثر ترحيبا بالاجئين، حيث يؤيد 86٪ من البالغين الإسبان استقبال الأشخاص الفارين من العنف والحرب.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)