ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن واشنطن وحلفاءها يستعدون لصراع طويل الأمد في أوكرانيا في وقت تحاول فيه الإدارة الأمريكية حرمان روسيا من الانتصار بزيادة المساعدات العسكرية إلى كييف.
ونقلت الصحيفة، عن مسئول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لم تذكر اسمه، أن المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن “ناقشوا احتمال نشوب صراع طويل الأمد مع تداعيات عالمية حتى قبل فبراير”.
وقال المسئول إن إدارة بايدن تأمل في أن الأسلحة الجديدة، بالإضافة إلى موجات العقوبات المتتالية والعزلة الدبلوماسية لروسيا، ستحدث فرقا في التوصل إلى نتيجة تفاوضية نهائية للحرب، مما قد يقلل من استعداد روسيا لمواصلة القتال.
ولفتت الصحيفة إلى أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع عن تقديم مليار دولار إضافي كمساعدات أمنية لأوكرانيا، وهي أكبر شريحة من المساعدات الأمريكية حتى الآن، كان بمثابة أحدث دليل على تصميم واشنطن على ضمان بقاء أوكرانيا على قيد الحياة في معركة عقابية لمنطقة دونباس الشرقية.
وكشفت دول أوروبية بما في ذلك ألمانيا وسلوفاكيا، عن شحناتها الخاصة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك طائرات الهليكوبتر وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة مثل الصواريخ المضادة للسفن والمدفعية المتنقلة بعيدة المدى، القادرة على تدمير أصول عسكرية كبيرة أو ضرب عمق روسيا، يعكس استعدادا متزايدا في العواصم الغربية للمخاطرة بالتصعيد غير المقصود مع روسيا.
من جهته قال إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق لدى الناتو والذي يرأس الآن مجلس شيكاغو للشئون العالمية، إن المأزق في ساحة المعركة يترك الولايات المتحدة أمام خيار صارم: إما الاستمرار في مساعدة أوكرانيا في الحفاظ على الوضع الراهن الدموي المحتمل، مع العواقب العالمية المدمرة، أو وقف الدعم والسماح لموسكو بالانتصار.
وسلطت الصحيفة الضوء على تداعيات الحرب، فقد أدت الحرب، إلى إغراق الاقتصاد العالمي، الذي يتوقع الآن أن يعاني سنوات من النمو المنخفض، في أزمة متجددة. كما أدى إلى تفاقم حالة الطوارئ الغذائية العالمية حيث أدى القتال إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وشل صادرات الحبوب الأوكرانية التي تطعم عادة مئات الملايين من الناس سنويا، مما دفع حوالي 44 مليون شخص إلى الاقتراب من المجاعة، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي.
المصدر: وكالات أنباء