ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن إثيوبيا تعيش في حالة من الاضطراب والاحتجاجات بعد عام من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للبلاد.
ورصدت الصحيفة– في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني– الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وعلى وجه التحديد بالقرب من ميدان ميسكيل حيث ركلت الشرطة ما تبقى من آثار على الاحتجاج.
وقالت الصحيفة “إن الأحذية كانت متفرقة على جانب الطريق في الوقت الذي سار فيه المتظاهرون المعتقلون بدون أحذية عبر الأمطار حيث ساقهم ضباط شرطة تبدو الصرامة على وجوههم وهم يضربونهم بالهراوات بشكل عشوائي من أجل إجبارهم على التحرك”.
وأضافت الصحيفة أنه قبل ذلك بعشر دقائق ، كان 500 شخص قد تجمعوا في ذلك المكان وأخذوا يهتفون بشعارات ضد الحكومة – قبل أن تقوم الشرطة بضربهم واقتيادهم بعيدا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ريف إثيوبيا كان الأمر أكثر دموية حيث تقدر جماعات حقوقية وشخصيات معارضة بأن عشرات الأشخاص قتلوا مطلع هذا الأسبوع في احتجاجات هزت هذا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة القرن الأفريقي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة أغلقت شبكة الإنترنت مطلع الأسبوع لمنع المتظاهرين- كما هو واضح من التنظيم- لذلك فلم تظهر الأنباء الأولى مدى العنف فى منطقتي أوروميا وأمهارا إلا أمس الأول الاثنين.
وأعادت الصحيفة للأذهان أن إثيوبيا قبل عام فقط كانت تنعم بكونها محط أنظار العالم بعد زيارة الرئيس الأمريكي وإشادات عالمية على عقد شهد نموا تجاوز 9 % في البلاد واستقرارا تحسد عليه في منطقة خطيرة.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ ذلك الوقت ضرب البلاد التي يبلغ تعداد سكانها نحو 100 مليون نسمة جفاف واسع النطاق خفض النمو الاقتصادي إلى النصف وانتشرت احتجاجات مناوئة للحكومة عبر منطقتين من أكثر المناطق المأهولة بالسكان هناك.
ومن جانبها قدرت مجلة “أديس استاندارد” الأسبوعية المحلية بأن 50 شخصا على الأقل قتلوا مطلع الأسبوع – بناء على مكالمات هاتفية مع أشخاص من النقاط الساخنة للاحتجاجات، فيما بلغت الحصيلة 100 قتيل حسب منظمة العفو الدولية استنادا الى مصادر بجميع أنحاء البلاد.
ونقلت الصحيفة عن ميريرا جودينا، رئيس حزب “الكونجرس الفيدرالي للأورومو” المعارض، قوله إن “ما يقدر بـ50 شخصا لقوا حتفهم في منطقة أوروميا يوم السبت الماضي فيما قتل 27 آخرون في بهير دار، عاصمة منطقة أمهارا ومقصد سياحي كبير.
وأضاف جودينا عبر الهاتف أن “الحكومة ترد بنفس الطريقة التي ردت بها على مثل تلك الحوادث خلال الربع الأخير من القرن الماضى ..يريدون الحكم بالأسلوب القديم ..الا ان الناس ترفض أن يحكموا بتلك الطريقة”.
وأشارت الصحيفة الى أنه في هذه الأثناء، التي اتسع فيها نطاق الرخاء والازدهار بأديس أبابا وجلب لاثيوبيا المستثمرين الأجانب، تمت مصادرة مزيد من الاراضي من منطقة أوروميا المجاورة حيث اشتكى الناس أيضا من المدراء الفاسدين وشرعوا في تنظيم المظاهرات.
وتابعت الصحيفة القول “إن رد الحكومة كان قاسيا حيث قدرت منظمة هيومان رايتس ووتش بأن 400 شخص على الأقل قتلوا في احتجاجات على مدى الأشهر الماضية، فيما حدد مجلس حقوق الإنسان الإثيوبي الرسمي الرقم بـ173 قتيلا “.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )