ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الصادرة اليوم الاثنين، أنه في الوقت الذي تئن فيه أوروبا بسبب الاندفاع التاريخي للمهاجرين، بدأ القادة الأوروبيون في البحث عن طرق جديدة لعكس اتجاه التدفق من خلال تكثيف عمليات الترحيل والضغط على بعض الدول لقبول مهاجريها المُرحلين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- إن هذه المساعي أدت إلى توقيع اتفاق مع أفغانستان، التي تشيد قاعة جديدة داخل مطار كابول الدولي، لاستقبال المهاجرين.
كما توجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذا الأسبوع إلى عدد من العواصم الإفريقية حيث تعهدت هناك بتدفق المساعدات مالية باليورو في مقابل إبداء الرغبة في استعادة المهاجرين، إلى جانب توقيع اتفاقية مع أنقرة يراها نقاد بأنها تعني أن أوروبا سوف ستغض الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان في تركيا في مقابل منع المهاجرين من الوصول إلى اليونان.
وأضافت الصحيفة أن “هذه الجهود جاءت وسط تنامي ردود الفعل العالمية على تدفقات الهجرة والتي زادت بسبب الحروب والفقر، وفي الولايات المتحدة، اعتمد المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكي دونالد ترامب على لهجة تعادي الاسلام والمهاجرين المكسيكيين لاعتماد أوراق ترشحه أمام الرأي العام.
وتابعت في بريطانيا، طرحت الحكومة خطة لإجبار الشركات على إعلان عدد الموظفين لديها غير البريطانيين، وذلك في أعقاب التصويت على قطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وفي عموم أوروبا،لاتزال الأحزاب المعادية للمهاجرين تتقدم في جميع استطلاعات الرأي .
وعن مخاطر هذه المساعي، أردفت الصحيفة تقول “في حال كثفت أوروبا من عمليات الترحيل بشكل ملحوظ إلى دول غير مستقرة، فإن ذلك قد يزعزع استقرار هذه الحكومات..غير أن قادة الاتحاد الأوروبي بدأوا في تمهيد الطريق لانتهاج هذه السياسات بالرغم من كافة المخاوف”.
ونسبت الصحيفة إلى ميركل قولها خلال زيارتها لإثيوبيا حيث وازنت بين الانتقادات التي وجهت إلى الحكومة الإثيوبية بسبب حملات جديدة لقمع المعارضة مع المساومة على بذل المزيد من الجهود لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، “علينا إيجاد طرق لوقف تدفق الهجرة غير الشرعية”.
وأضافت ميركل “علينا التحدث مع تركيا، لأن العديد من المهاجرين يأتون من داخل أراضيها.. كما يجب علينا التحدث مع الدول الأفريقية للإلتزام بالقوانين”.
واستطردت واشنطن بوست تقول “إن الدول الأوروبية بدت تكشف على نحو متزايد عن أن مساعداتها تأتي بشروط مسبقة”،..مشيرة إلى أن ميركل التي ستواجه الناخبين في آلمانيا العام القادم، تتعرض لضغوط كثيفة لتبني نهج أكثر شدة ضد المهاجرين بعد أن فتحت أبواب بلدها العام الماضي لاستقبال موجة كبيرة من اللاجئين السوريين. كما يستعد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لحملة من أجل توضيح سياسته فيما يخص قضيتي الإرهاب والهجرة.
المصدر : وكالات