ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنه قبل اسبوع واحد من اجراء استفتاء انفصال اقليم كاتالونيا المثير للجدل، أبدت أوروبا دعمها لوحدة وسيادة اسبانيا بينما يواصل رئيس الإقليم تحدي التحذيرات الموجهه له من الحكومة الإسبانية لإلغاء التصويت المقرر اجراؤه في الأول من اكتوبر القادم.
ونقلت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني اليوم الأحد، عن رئيس كاتالونيا كارليس بويجديمونت، قوله في بيان رسمي تلفزيوني اذيع من مدينة برشلونة عاصمة الاقليم : “سنواصل ما عزمنا على القيام به لأن الأمر يحظى بتأييد الأغلبية الساحقة من السكان”.
وأضافت :”أن هذه التصريحات ساهمت في تأجيج نيران الحملة الإنفصالية الأخيرة داخل الاتحاد الأوروبي المحاصر،وهو كتلة تضم 28 دولة لكل منها تاريخها الخاص وهويتها القومية الهشة في كثير من الأحيان”.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي أعلنت فيه بروكسل حرصها على عدم التدخل في استفتاء كاتالونيا، وتجنب أغلب الزعماء الأوروبيين التعليق ضد الاستفتاء بشكل مباشر، أعرب العديد عن آماله في تجنب إجراء هذا الاستفتاء حتى لا تقوم مناطق أخرى بالقارة بنفس الشئ على المدى القريب..كما أعلن العديد عن دعمه لرأي المستشاره الألمانية أنجيلا ميركل في أن برلين “لديها مصلحة كبيرة في الحفاظ على استقرار اسبانيا”.
وأفادت “واشنطن بوست” أن المسئولين الأوروبيين حذروا من المستقبل الضبابي الذي سيصيب أي منطقة مستقلة حديثا، فيما قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مطلع هذا الشهر:”إنه في حال التصويت بنعم لصالح انفصال كاتالونيا، فإننا سوف نحترم هذا الرأي…ولكن كاتالونيا لن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي في اليوم الذي يلي هذا التصويت”.
وتابعت الصحيفة تقول: “إن هذا التحذير كان كفيلا للحد من الحملات الإنفصالية المماثلة في السنوات الأخيرة، مثل استفتاء انفصال اسكتلندا في سبتمبر عام 2014، عندما اختار 3ر55% من السكان في نهاية المطاف البقاء في بريطانيا، التي لم تكن صوتت بعد لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي”.
وأوضحت أن استطلاعات الرأي الأخيرة رجحت حدوث الأمر نفسه في كاتالونيا: حيث أعلن أغلبية السكان البالغ تعدادهم 7.5 مليون نسمة رغبتهم في الحصول على حق التصويت، ولكن دعم أقل من نصف هذا العدد مسألة الانفصام عن اسبانيا، وفقا لاستطلاع رأي أجرته حكومة كاتالونيا في شهر يوليو الماضي.
وفي هذا، قالت الصحيفة الأمريكية: “إن هذه الاستطلاعات لم تردع المسئولين في الإقليم حيث جاء البيان الأخير لبويجديمونت بعد ساعات من اعلانه تحدي تحذيرات مدريد بشكل رسمي من خلال انشاء صفحة على شبكة الانترنت تحدد اماكن الاقتراع الذي سوف يبدأ في 1 اكتوبر القادم، وتعد هذه الخطوة الأخيرة في سلسلة توترات متصاعدة شهدها الاسبوع الماضي بين الحكومة الوطنية الاسبانية وقادة المنطقة الشمالية الشرقية”.
وجاءت ذروة هذا الصراع في يوم الأربعاء الماضي، عندما داهمت قوات الحرس المدني الاسباني مكاتب الحكومة الإقليمية الكاتالونية، مما أدى بالفعل إلى وقف التحضير للتصويت الانفصالي، الذي لاتزال تعتبره اسبانيا غير دستوري.
وتعد منطقة كاتالونيا أحد أكثر الأقاليم الاسبانية ثراءً، وهي منطقة صناعية ذات نزعة استقلالية وتعتز بهويتها ولغتها الخاصة. ويقع الإقليم في اقصى الشمال الشرقي لاسبانيا، بينما يعيش أغلب سكانه في عاصمته برشلونة التي تمثل مركزا اقتصاديا وسياسيا مهما فضلا عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)