رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تحديد الإدارة الأمريكية أهدافا واضحة للقضية الأوكرانية قد يعيد توحيد صفوف التكتل الغربي.
وقالت الصحيفة، في مقال رأي اليوم، أن تيار الحرب انقلب ضد الأوكرانيين عقب طرد الروس من العاصمة كييف ومدن رئيسية أخرى في شمال البلاد وذلك لأن القوات الروسية أعادت تجميع صفوفها وشنت هجومًا أكثر تركيزًا على منطقة دونباس الجنوبية الشرقية وسقوط ميناء ماريوبول في 16 مايو والاستيلاء على سيفيرودونتسك، آخر مدينة كبيرة لا يسيطر عليها الروس في لوهانسك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن نشوة النجاحات العسكرية المبكرة لأوكرانيا قد ولت تقريبا ويدخل الأوكرانيون وحلفائهم من حلف شمال الأطلسي (الناتو) اختبارا جديدا وهنا تتسائل الصحيفة عن القوة الحالية للحلفاء.
وأوضحت الصحيفة أن هناك مؤشرات مقلقة على ضعف العزم بين شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين فلقد ألمحت حكومات مختلفة إلى أنها ستضغط من أجل وقف إطلاق النار، فضلاً عن فشل ألمانيا في الوفاء بسرعة بوعودها بتزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة ثقيلة، ودخل الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة في خلاف لأسابيع بشأن فرض حظر على واردات النفط الخام الروسي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان لا بد أن تظهر تلك التشققات في الجبهة الأوروبية الموحدة نظرًا للوضع الاقتصادي الذي تعاني منه القارة بسبب الحرب والعقوبات المرتبطة بالحرب وعدم المساوة في تحمل الدول الأوروبية العواقب من فرض العقوبات على روسيا إزاء اختلاف اعتماد الدول الأوروبية على مقدار الطاقة الروسية.
وأوضحت أنه على الجانب الأخر، وبدلاً من تسريع أنظمة الصواريخ بعيدة المدى التي تشتد الحاجة إليها إلى أوكرانيا، ضيعت الإدارة الأمريكية وقتًا ثمينًا في التأكد من أنها لن تستخدم لمهاجمة الأراضي الروسية مباشرة.
وأوضحت الصحيفة أنه لا شك أن أحد أسباب استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العملية العسكرية في أوكرانيابعد انتكاساته المبكرة هو افتراضه بأن الغرب المنقسّم باستمرار لن يكون قادرًا على الحفاظ على جبهة موحدة ضده. ومع ذلك، لا يزال التحالف الدولي الموالي لأوكرانيا صامدًا بشكل أساسي.
وتابعت أن الاتحاد الأوروبي وافق أخيرًا هذا الأسبوع على حظر جميع واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام، باستثناء حوالي 10 في المائة من إجمالي النفط الذي يصل القارة الأوروبية.
كما أعلنت ألمانيا اليوم أنها ستزود أوكرانيا بأحدث نظام مضاد للطائرات إلى جانب 15 دبابة. وقرر الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة إلى أوكرانيا القادر على ضرب أهداف بعيدة بدقة بذخيرة أقل قدرة من أجل منع الضربات داخل روسيا.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة حددت أهدافًا واضحة للصراع من شأنها كسب الدعم التحالف كتبها بايدن أمس الثلاثاء في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز.
وأوضح بايدن أن الولايات المتحدة تسعى إلى أوكرانيا ديمقراطية ومستقلة وذات سيادة ومزدهرة يمكنها الدفاع عن نفسها؛ وفي حين أن الولايات المتحدة لن تفرض تنازلات إقليمية على أوكرانيا أو تستبق تسوية تفاوضية، فإنها أيضًا لن تطيل أمد العملية “فقط لإلحاق الألم بروسيا”، وأن الهدف من تسليح أوكرانيا هو تمكينها من القتال والتوصل إلى “أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات.”
المصدؤ : أ ش أ