ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين يترقبون هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي في عاصمته الفعلية بسوريا مدينة الرقة، يخططون لما يرون أنه المرحلة القادمة من الحرب وقتالا معقدا سيجلبهم إلى نزاع مباشر مع الحكومة السورية والقوات الإيرانية التي تتنافس من أجل السيطرة على مساحة صحراوية شاسعة في الجزء الشرقي من البلاد.
وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني – إنه إلى حد ما فإن النزاع بدأ بالفعل حيث كان الغرض من الضربات، التي شنتها أمريكا مؤخرا ضد قوات الميليشيات المدعومة من إيران، تحذير الرئيس السوري بشار الأسد وطهران من أنهم لن يسمح لهم بمواجهة أو عرقلة الأمريكيين وقواتهم المحلية التي تعمل بالوكالة.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي بدأت فيه قوات النظام والمليشيات التقدم شرقا، يدفع كبار مسئولي البيت الأبيض وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لإقامة مواقع متقدمة في المنطقة الصحراوية، موضحة أن الهدف سيكون منع تواجد عسكري سوري أو إيراني لفك قبضة “داعش” على وادي نهر الفرات جنوب الرقة وفي العراق، وهي منطقة نادرة السكان يمكن للمتشددين فيها استعادة قواهم ومواصلة التخطيط لعمليات إرهابية ضد الغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين قالوا إن سعي الحكومة السورية للسيطرة على المنطقة سيقوض أيضا التقدم باتجاه تسوية سياسية في حرب المعارضة المنفصلة ضد الأسد الرامية لإحداث الاستقرار في البلاد عن طريق الحد من سيطرته وفي نهاية المطاف إبعاده من السلطة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكمة والحاجة إلى استراتيجية – فيما يتعلق بإدخال الولايات المتحدة بشكل مؤثر في الحرب الأهلية السورية بعد أعوام من محاولة الابتعاد عنها والمخاطرة بمواجهة مباشرة مع إيران وروسيا، الداعم الرئيسي الآخر للأسد – تعد موضوعا يدور حوله نقاشا مكثفا بين البيت الأبيض والبنتاجون.
ووفقا للصحيفة فإن البعض في البنتاجون قاوموا الخطوة وسط قلق بشأن التشتت عن الحملة ضد تنظيم “داعش” وسواء ما إذا كانت القوات الأمريكية في المواقع المعزولة بسوريا أو تلك الموجودة على مقربة من الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق من الممكن حمايتها أم لا.
ونقلت الصحيفة عن مسئول بالبيت الأبيض – تحدث شريطة عدم ذكر اسمه – رفضه لمثل هذه المخاوف حيث قال “في حالة كان قلقكم من وقوع حادث في أي مكان وبالتالي التسبب في استغلال إيران من للوضع غير المحصن للقوات الأمريكية، وإذا لم تعتقدوا بأن أمريكا لديها مصالح حقيقية تستحق القتال من أجلها، إذا حسنا”.
وأوضح المسئول أن “الدور الأمريكي الموسع لن يتطلب المزيد من القوات، فبقدرتنا الجوية فإننا لا نتحدث عن الكثير من المتطلبات للقيام بذلك، نحن لسنا بحاجة للكثير من القوات التي تخرج ويكون لها تواجد بالفعل”.
ونوهت الصحيفة إلى تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، الذي قال إن “التحركات الوحيدة التي قمنا بها ضد القوات الموالية للحكومة في سوريا كانت دفاعا عن النفس”.
واعتبر الجنرال دانفورد أن النصر على “داعش” في الرقة والموصل، حيث تخوض قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والقوات العراقية المراحل الأخيرة من هجوم مستمر منذ أشهر، لن يمثل نهاية الحرب، معربا عن اعتقاده بأنه يتعين الاستعداد لقتال طويل.
المصدر:أ ش أ