ذكر مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الولايات المتحدة أرسلت تحذيرات غير معلنة لروسيا بشأن استخدام السلاح النووي على خلفية الصراع الدائر حاليا بين موسكو والدول الغربية جراء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين “بول سوني” و”جون هادسون”، أنه طبقا لتصريحات مسؤولين أمريكيين، فقد وجهت إدراة الرئيس الأمريكي جو بايدن عدة رسائل لموسكو بشأن العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن استخدام السلاح النووي من جانب روسيا.
وفي الوقت نفسه، كما يقول المسؤولون الأمريكيون، فقد اتسمت رسائل واشنطن لموسكو بالغموض حتى يظل الكرملين متوجسا بشأن كيفية رد الولايات المتحدة وحلفائها على التهديد النووي الروسي.
ويشير المقال إلى أن محاولة البيت الأبيض لاتباع أسلوب “الغموض الاستراتيجي”، كما هو معروف في مجال الردع النووي، تأتي في وقت مازالت فيه روسيا تمارس سياسة التصعيد بشأن استخدام السلاح النووي في ظل حالة تعبئة عسكرية داخل روسيا لاستدعاء المزيد من الجنود للمشاركة في حرب أوكرانيا.
ويضيف المقال أن البيت الأبيض هو من تولى إيصال تلك الرسائل لموسكو، ولكن الإدارة الأمريكية لم توضح كيفية وصول تلك الرسائل ومن قام بإيصالها وما هو مضمونها، إلا أن أحد المسؤولين الأمريكيين أشار إلى أن الإدارة الأمريكية، ترسل هذه التحذيرات لموسكو منذ عدة أشهر.
وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، فقد أعلن الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف أول أمس أن المناطق الانفصالية في أوكرانيا سوف تنضم للأراضي الروسية بعد استكمال جميع الإجراءات الخاصة بالاستفتاء حول هذا الشأن، متعهداً بحماية تلك المناطق وتعزيز الإجراءات الأمنية حولها.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات ميدفيديف التي أكد فيها أن روسيا قادرة بما لا يدع مجالاً للشك على استخدام، ليس فقط قواتها المسلحة، ولكن أيضاً استخدام أي سلاح تراه مناسباً بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية للدفاع عن الأراضي المنضمة للاتحاد الروسي، مؤكدأ أن بلاده كذلك قادرة على اتباع “مبادئ حرب جديدة” في إشارة إلى استخدام الأسلحة الأسرع من الصوت.
ويشير المقال إلى أن ميدفيديف أضاف أن روسيا قد اختارت طريقها ولن تحيد عنه ولا مجال للتراجع في هذا الشأن.
ويستطرد المقال أن إدارة الرئيس بايدن سوف تواجه أزمة حقيقية في حالة استخدام روسيا لأسلحة نووية صغيرة في أوكرانيا حيث إن أي رد عسكري أمريكي في هذا الصدد سوف تنتج عنه مخاطرة أكيدة بتوسيع نطاق الحرب بين قوتين عظميين نوويتين، وهو الأمر الذي يجب على إدارة الرئيس بايدن أن تسعى قدر جهدها لتجنبه.
ويشير المقال في الختام إلى كلمة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن أمام مجلس الأمن الدولي أول أمس الخميس والتي أكد فيها ضرورة توقف روسيا فورا عن التهديد باستخدام السلاح النووي، مذكرا روسيا بما أعلنته في يناير الماضي من أن جميع الأطراف في أي حرب نووية خاسرون وأنها حرب لا يجب أن تندلع أساسا.
المصدر : أ ش أ