مع توافد الإشارات الإيجابية بقرب إعادة إحياء الاتفاق النووي، رغم بقاء بعض العقبات من ضمنها تمسك طهران برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، أكّد المبعوث الأمريكى الخاص لإيران روبرت مالي أنّ عقوبات بلاده على الحرس الإيراني ستبقى بغض النظر عن الاتفاق النووي أو عن مسألة إبقاء هذه القوات المسلحة مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية أم لا.
وقال مالي في اليوم الثاني والأخير من مؤتمر “منتدى الدوحة” اليوم الأحد، إن “الحرس الثوري سيظل خاضعًا للعقوبات بموجب القانون الأمريكى ، وسيظل تصورنا له كما هو بغض النظر” عن الاتفاق.” مشيراً إلى أن واشنطن لم تقرر بعد شطبه من قائمة المنظمات الإرهابية.
إلى ذلك أعرب مالي عن عدم ثقته التامة بأن الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران وشيك، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”، معتبرا أن المفاوضين اقتربوا فعلا من التوافق، ولكن بعض الأمور لا تزال عالقة. وقال “نحن قريبون جدًا من تحقيق ذلك… لكن الاتفاق ليس على الأبواب وليس حتميا”.
كما شدد على أن الإدارة الأمريكية لا يمكن تقديم ضمانات حول ما قد تفعله أي إدارة مستقبلية، في إشارة إلى المطالب التي تتمسك بها طهران لجهة ضمان عدم انسحاب واشنطن مستقبلا من أي اتفاق نووي جديد، كما حصل في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
كذلك، أكد أن بلاده ستواصل العمل مع دول المنطقة لتقليل التوترات بغض النظر عن نتيجة الاتفاق في فيينا.
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، كان كشف للمرة الأولى أمس السبت رسميا، أن إسقاط التصنيف “الإرهابي” الأمريكي عن الحرس الثوري من ضمن الأمور القليلة التي لا تزال تعيق التوصل لتوافق وشدد على أن الحكومة تريد إسقاط التصنيف على رغم أن قادة الحرس طلبوا ألا يكون ذلك “عقبة” أمام الاتفاق، وفق زعمه.
كانت المحادثات التي انطلقت في أبريل الماضي (2021) بين الوفد الإيراني والدول المتبقية في الاتفاق الموقع عام 2015، وبمشاركة أمريكية غير مباشرة، توقفت في يونيو لأشهر، قبل أن تنطلق ثانية في نوفمبر الماضي، وتستمر حتى الآن، بغية حل بعض الملفات المتعثرة على طاولة التفاوض.
لكنها وصلت إلى مراحلها الأخيرة، بحسب تأكيدات أوروبية عدة أبدت تفاؤلها خلال الفترة الماضية، بقرب إعادة احياء الاتفاق النووي. فأمس السبت، كرر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أيضا التأكيد بأن التوافق اقترب، قائلا “نحن قريبون جدا (لكن هناك بعض المسائل العالقة”، ومضيفا “لا أستطيع القول متى وكيف، لكنّها مسألة أيام”.