قالت الولايات المتحدة، إن التوصل إلى اتفاق في المحادثات النووية الإيرانية في فيينا ممكن، بشرط إحراز تقدّم سريع فيها، لأنّ طهران تطوّر قدراتها النووية بوتيرة متسارعة، فيما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده أثبتت التزامها بنصوص الاتفاق النووي.
وذكر الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن “هناك اتفاق محتمل يتطرق إلى المخاوف الأساسية لجميع الأطراف، لكن إذا لم يبرم في الأسابيع المقبلة، فإن التقدم النووي الإيراني المستمر سيجعل عودتنا إلى خطة العمل الشاملة (الاتفاق الإطاري الذي أبرم عام 2015) مستحيلة”.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنه مع “إعلان رفع الحظر على إيران ستتهيأ الأرضيات من أجل التوصل إلى اتفاق”، مضيفاً أن طهران “أثبتت التزامها بالتعهدات المنصوصة في الاتفاق النووي، لكننا لن نجعل اقتصاد بلادنا رهناً بهذا الاتفاق”.
ونقلت وكالة إرنا الرسمية للأنباء عن رئيسي قوله أيضاً إن إيران “أثبتت” التزامها بالتعهدات المنصوصة في الاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن طهران ستواصل مشاركتها في مفاوضات فيينا “بعزم جاد” من أجل التوصل إلى اتفاق “جيد”، مضيفاً في تصريحات نشرتها وكالة أنباء فارس أن “التوصل إلى اتفاق بحاجة إلى اتخاذ قرارات هامة من قبل الأطراف الغربية وخاصة أمريكا”.
وأكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن المقترحات التي ستقدّمها “الولايات المتحدة الثلاثاء في فيينا ستحدّد متى يمكننا التوصّل إلى اتفاق”.
وأضاف أن تركيز طهران اليوم منصبّ على رفع العقوبات التي تعوق الاقتصاد الإيراني “ولكنّ أميركا اتخذت قراراً مختلفاً في رفع العقوبات لقد حقّقنا تقدّماً ملحوظاً في فيينا ولا سيّما في مجال الضمانات واليوم الإطار العام للاتفاق المنتظر أصبح واضحاً”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق الاثنين، استئناف الجولة الثامنة من المحادثات النووية في فيينا بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم بين طهران وقوى عالمية في 2015 الثلاثاء.
وقال الاتحاد في بيان إن الوفود المشاركة ستواصل مناقشة احتمالية عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وكيفية ضمان التنفيذ الكامل والفعال للاتفاق من قبل جميع الأطراف.
وتتفاوض الأطراف المعنية في فيينا منذ العام الماضي بمشاركة أمريكية غير مباشرة. وكانت المحادثات توقفت نهاية يناير وعاد المفاوضون إلى عواصمهم للتشاور.
وانسحبت واشنطن أحادياً من الاتفاق عام 2018 بعد ثلاثة أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد نحو عام بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.
وعشية استئناف المفاوضات، قالت وكالة “رويترز” في تقرير حول صادرات النفط الإيرانية، الاثنين، إن طهران تستعد لاستئناف صادراتها، حيث خزنت مزيداً من النفط على متن ناقلات.
وأوضحت شركة “كبلر” المختصة بتحليل البيانات، أن إيران نقلت النفط إلى مكان ما استعداداً لاستئناف صادراتها في نهاية المطاف، إذ أن مخزونات إيران العائمة قفزت من حوالى 63 مليون برميل، في أوائل ديسمبر الماضي، إلى 87 مليون برميل في فبراير الجاري.
ومن ناحية أخرى، يبلغ مخزون إيران البري حالياً 49 مليون برميل، وذلك مقابل مستوى مرتفع عند 66 مليون برميل أواخر مايو 2021.
وكانت العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق المبرم العام 2015، تشمل البنك المركزي الإيراني، وشركات النفط والشحن الوطنية، وقطاعات التصنيع والبناء والمالية من بين قطاعات عدة.
المصدر: وكالات