أثناء حملاته الانتخابية التي سبقت الانتخابات الأمريكية التي لازالت نتائجها تثير الجدل في أرجاء الولايات المتحدة والعالم، وعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بأنه سيرفع من أعداد اللاجئين الذين ستقبلهم بلاده ، بعد التخفيضات الحادة التي أقدم عليها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي لم يعترف صراحة بخسارته الانتخابات.
وقد أشاع فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة موجة من التفاؤل والآمال بإمكان إعادة توطين لاجئين من آسيا وأفريقيا يتواجد كثيرون منهم في بلدان ترفض السماح لهم بالعمل أو التعليم أو الإقامة بشكل رسمي فيها.
والمعروف أن الولايات المتحدة تقوم منذ سنوات، وفق آلية يطلق عليها إعادة التوطين من بلد ثالثة، بقبول عشرات الآلاف من اللاجئين العاجزين عن العودة إلى أوطانهم وبدء حياة جديدة لهم في دول قاموا باللجوء أو النزوح إليها.
وقد تراجع أعداد اللاجئين الذين قبلتهم الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب من 85 ألفاُ في عام 2016 قبل توليه الحكم ليصل إلى 30 ألفاً في العام الماضي، حسب بيانات رسمية أميركية. وقد وعد بايدن برفع نظام الحصص الذي فرضه ترامب.
وتقول وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن هناك ما لا يقل عن 4ر1 مليون لاجئ ينتظرون قبول إعادة توطينهم في دولة ثالثة في العام المقبل، غير أن الدول لا تتيح إلا النزر القليل من فرص استضافة هؤلاء اللاجئين.
ويسعى الرئيس الأميركي المنتخب إلى إزالة الكثير من قيود ميراث ترامب في قضية استقبال اللاجئين، من بينها رفع الحظر الذي فرضه على 13 دولة إما ذات أغلبية إسلامية وإما بلدان أفريقية. كما أعلن أنه سوف يرفع الحصة السنوية التي تقبلها بلاده من اللاجئين إلى 125 ألفاً، غير أنه لم يشر إلى الوتيرة الزمنية التي سينفذ خلالها ذلك المستوى العددي.
ويرى مدير السياسة والممارسة في “مجلس اللاجئين” الأميركي، دانييل جريجسبي، أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو للتفاؤل بحدوث تقدم أكثر بشأن اللاجئين وسياسات الهجرة في ظل حكومة بايدن- ونائبته هاريس، قائلاً “هناك مؤشرات أولية عديدة أتت من فريق بايدن-هاريس بشأن التخلص من بعض العراقيل غير الضرورية التي وضعت عن عمد لإبطاء قدوم اللاجئين إلى الولايات المتحدة.”
أما السكرتير العام لـ”شبكة حقوق اللاجئين في آسيا الباسيفيك” ، ثيمبا لويس، فكان أكثر تحوطاً في تفاؤله قائلاً “أنا متفائل بحذر بأننا سنرى توسعاً في دعم اللاجئين في المنطقة، إذ علينا أن نتذكر أن إدارة باراك أوباما، التي كان بايدن جزءاً منها، رحبت فوراً باللاجئين لكنها كانت أكثر قسوة على مهاجرين آخرين”، لافتا إلى أن هناك ثلاثة ملايين مهاجر أُبعدوا من الولايات المتحدة لدى تولي أوباما منصبه على مدار ثمانية أعوام.
وقال لويس إن تصاعد الصراعات الإنسانية قادت اللاجئين إلى المخاطرة بالقيام برحلات أكثر خطورة، في وقت يؤدي فيه طول أمد البقاء انتظاراً لإعادة الاستيطان يؤدي إلى ارتفاع مشاعر العداء للأجانب في بعض البلدان المضيفة لهم ، وفي منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، التي يخرج منها ربع لاجئي ومبعدي العالم البالغ إجماليهم 80 مليوناً، هناك نحو عشرات الآلاف من الأشخاص الذين أرجئت طلبات إعادة توطينهم منذ تولي ترامب منصبه في عام 2017.
وقد أطلق فوز بايدن شعاع أمل غطى معسكر “كاكوما” للاجئين في شمالي كينيا، الذي يعج بنحو 200 ألف من الهاربين من الصراعات والاضطهاد في بلدان مثل الصومال وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويعد اللاجئون الهاربون بسبب الصراعات والكوارث المناخية كالجفاف في الصومال الأكثر تضرراً، وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن هناك 2636 لاجئاً صومالياً أُعيد توطينهم في الولايات المتحدة في ظل الإدارة الأمريكية الراهنة مقابل 32 ألفاً و68 لاجئاً صومالياً قُبِل لجوؤهم أثناء فترة الولاية الثانية للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
المصدر : أ ش أ