قال مصدر استخباراتي عسكري أوكراني إن الجيش الروسي بصدد تشكيل وحدة تتألف من نحو 3 آلاف جندي من كوريا الشمالية؛ يشير أحدث تقرير إلى أن بيونج يانج تشكل تحالفاً عسكرياً وثيقاً مع الكرملين، يأتي هذا فيما نفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، التقارير التي تتحدث عن تورط كوريا الشمالية.
وقال بيسكوف: “هذه ليست الاستخبارات البريطانية فقط، بل الاستخبارات الأمريكية أيضاً. إنهم يقدمون تقارير عن ذلك طوال الوقت، ولا يقدمون أي دليل”.
لا شك أن موسكو وبيونج يانج قد عمّقتا مستويات التعاون بينهما في الأشهر الأخيرة. والأسبوع الماضي أرسل زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، وصفه فيها بأنه “رفيقه الأقرب”.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد تحدث عن انضمام كوريا الشمالية إلى الحرب، وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، في أكتوبر، إن فرصة نشر قواتٍ كورية شمالية في أوكرانيا “مرجحة للغاية”.
وأكد مصدر عسكري في أقصى شرق روسيا ، أن “عدداً من الكوريين الشماليين وصلوا” وتمركزوا في إحدى القواعد العسكرية بالقرب من أوسورييسك إلى الشمال من فلاديفوستوك. لكن المصدر رفض إعطاء رقم دقيق، باستثناء أنهم “لا يقتربون من 3 آلاف شخص على الإطلاق”.
وقد أخبرنا خبراء عسكريون أنهم يشكّون في قدرة وحدات الجيش الروسي على دمج الآلاف من الجنود الكوريين الشماليين بنجاح.
وقال أحد المحللين : “لم يكن من السهل حتى ضم مئات السجناء الروس في بداية الأمر – وجميعهم يتحدثون الروسية”.
وحتى لو كان عددهم 3 آلاف، فلن يكون هذا العدد كبيراً في ساحة المعركة، ولكن الولايات المتحدة قلقة مثل أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: “يمثل هذا تقارباً كبيراً في العلاقات بينهما”، واعتبر الأمر “مستوى جديداً من اليأس الروسي” وسط خسائر موسكو في ساحة المعركة.
وأعلن فلاديمير بوتين، في يونيو 2024، عن إبرام “اتفاق سلمي ودفاعي” مع كيم جونج أون.
وثمة أدلة متزايدة على أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالذخيرة، كما اتضح مؤخراً بعد العثور على صاروخ في منطقة بولتافا الأوكرانية.
في الواقع، يعود تاريخ التقارير التي تتحدث عن تزويد بيونغ يانغ موسكو بالألغام والقذائف إلى ديسمبر 2023، وظهرت في محادثات على منصة تلغرام التي تشارك فيها مجتمعات عسكرية روسية.
وكثيراً ما اشتكى الجنود الروس، المتمركزون في أوكرانيا، من مستوى الذخيرة وإصابة العشرات منهم.
وتشتبه كييف في أن وحدة من الجنود الكوريين الشماليين تستعد في منطقة أولان أودي القريبة من الحدود المنجولية قبل الانتشار في مقاطعة كورسك الروسية، حيث شنت القوات الأوكرانية توغلاً في أغسطس الماضي.
وقال فاليري ريابيخ، رئيس تحرير صحيفة “ديفينس إكسبرس” الأوكرانية: “يمكنهم حراسة بعض نقاط الحدود الروسية الأوكرانية، وهو ما من شأنه أن يتيح للوحدات الروسية فرصة القتال في أماكن أخرى”.
وأضاف ريابيخ: “أستبعد إمكانية ظهور هذه الوحدات على خط الجبهة فوراً”.
قد يكون لدى كوريا الشمالية نحو 1.28 مليون جندي نشط، لكن جيشها لا يمتلك خبرة حديثة في العمليات القتالية، على عكس الجيش الروسي.
وقد اتبعت بيونج يانج النموذج السوفيتي القديم في قواتها المسلحة، ولكن من غير الواضح كيف يمكن أن تتلاءم قوتها الرئيسية من وحدات المشاة الآلية مع الحرب في أوكرانيا.
ثم هناك حاجز اللغة الواضح وعدم الإلمام بالأنظمة الروسية التي من شأنها أن تعقد أي أدوار قتالية.
هذا لا يمنع مشاركة جيش كوريا الشمالية في الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا، لكن الخبراء يعترفون أكثر بقدراتهم الهندسية والإنشائية وليس القتالية.
ما يملكه كلاهما هو الحوافز المشتركة. تحتاج بيونغ يانغ إلى المال والتكنولوجيا، بينما تحتاج موسكو إلى الجنود والذخيرة.
يقول أندريه لانكوف، مدير مجموعة المخاطر الكورية: “ستحصل بيونغ يانغ على أجر جيد وربما تحصل على التكنولوجيا العسكرية الروسية، التي لولا ذلك لكانت موسكو مترددة في نقلها إلى كوريا الشمالية”.
ويضيف لانكوف: “من شأن ذلك أيضاً أن يمنح جنودهم خبرة قتالية حقيقية، ولكن هناك أيضاً خطر تعريض الكوريين الشماليين للحياة في الغرب، وهو مكان أكثر ازدهاراً إلى حد كبير”.
وبالنسبة لبوتين، هناك حاجة ملحة لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال أكثر من عامين ونصف من الحرب.
ويعتقد فاليري أكيمنكو، من مركز أبحاث دراسات النزاعات في المملكة المتحدة، أن نشر القوات الكورية الشمالية من شأنه أن يساعد الزعيم الروسي في التعامل مع الجولة السابقة من التعبئة الإلزامية التي لم تسر على ما يرام.
ويضيف أكيمنكو: “بينما تضعف صفوف الروس بسبب الحرب في أوكرانيا، يا لها من فكرة عبقرية، لماذا لا ندع الكوريين الشماليين يقومون ببعض القتال”.
من الواضح أن الرئيس زيلينسكي يشعر بالقلق من كيفية تطور هذا التحالف العدائي.
لم تكن هناك قوات غربية على الأرض في أوكرانيا خوفاً من التصعيد.
ومع ذلك، إذا ثبتت صحة التقارير التي تفيد بأن مئات الجنود الكوريين الشماليين يستعدون للانتشار، فإن فكرة وجود قوات أجنبية على الأرض في هذه الحرب ستبدو أقل أهمية بالنسبة لفلاديمير بوتين.
المصدر: وكالات