تساءل الكاتب جيفري لويس في مجلة فورين بوليسي الأمريكية، عما إذا كانت الولايات المتحدة تفجر صواريخ كوريا الشمالية خلال الاختبارات التي يجريها النظام الستاليني، قائلاً إن لا أدلة تثبت هذه الرواية.
وقال إن إدارة ترامب قد استكملت مراجعة سياستها المتعلقة بكيفية التعامل بنجاح مع التهديد النووي المتصاعد من كوريا الشمالية، معتبراً أن السياسة الجديدة-الضغط الهائل والانخراط- هي رد فعل فاتر من مخلفات إدارات باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون.
ولفت لويس إلى أنه عندما يخيب الأمل من الواقع، يتحول الناس إلى الشائعة والخيال. وهكذا باصطدامه بخيبة الأمل من الواقع، فإن دونالد ترامب يواجه الخيارات القذرة ذاتها التي جعلت أسلافه عاجزين حيال كوريا الشمالية، وحكاية واشنطن الجديدة لما قبل النوم هي أن الولايات المتحدة تخترق سراً التجارب الصاروخية الكوري الشمالية.
وأضاف إن جذر هذه الحكاية يعود قليلاً إلى ما كتبه ديفيد شنكر ووليم براود، عن أن إدارة أوباما بدأت قبل ثلاثة أعوام، إطلاق هجمات سيبيرية ضد كوريا الشمالية مشابهة لتلك التي أطلقتها ضد إيران. وفيما أن الولايات المتحدة متهمة من دون شك في اختراق شبكات الكومبيوتر الإيرانية والكورية الشمالية، وبأنها تتسبب بقليل من الضرر، فإن ذلك يبقى بعيداً عن حقيقة أن لوحة مفاتيح في يوتاه هي التي تتولى قيادة الصاروخ الكوري الشمالي وتقوده إلى الدمار.
وأشار إلى أن هناك أولاً بعض الحقائق غير المريحة. فالصواريخ الكورية الشمالية لا تخفق بمعدل مريع. وجادل شنكر وبراود بأنه فور إتخاذ أوباما قراره عام 2014، فإن “عدداً كبيراً من الصواريخ الكورية الشمالية بدأت بالإنفجار والانحراف عن مساراتها والتفتت في وسط الأجواء والغرق في البحر”.
ولكن منذ 2014، نجحت ثلاثة أرباع التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية. ومن أصل 66 تجربة صاروخية في عام 2014 وبعده، نجحت 51 تجربة. وإذا كانت أمريكا فعلاً تخترق البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي، فإنها تقوم بعمل فاشل.
وقال إنه أكثر من ذلك، يمكن أن نرى أن التجارب ال15 التي أخفقت كانت تتركز في أنظمة جديدة من الصواريخ التي هي قيد التطوير والتي يتوقع المرء أن تصادف إخفاقات أو إختراقاً أو عدم إختراق. وكان هناك تتابع في الإخفاقات بعد 2016، لكن هذه الإخفاقات تركزت في أربعة أنظمة جديدة لم تجرِعليها اختبارات من قبل وهي: موسودان (خمسة اخفاقات)، وصاروخ باليستي يطلق من غواصة (ثلاثة اخفاقات)، وصاروخ باليستي عابر للقارات مجهول الطراز(إخفاقان)، وصاروخ مضاد للسفن (إخفاقان). وفي الإجمال، فإن صواريخ سكود ونودونغ-التي يجري التخطيط لتزويدها برؤوس نووية لقصف القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية واليابان- تعمل بامتياز. واضاف إن الحقيقة هي أن الأنظمة الجديدة يُتوقع أن تصادف فشلاً بمعدل عالٍ. وهناك، فوق كل ذلك، سبب كي يكون “علم الصواريخ” شائعاً كونه يقوم بمهمات معقدة وصعبة. ولا شك في أن الكوريين الشماليين يتعلمون من كل إطلاق سواء نجح ام لم ينجح.
المصدر: وكالات