أنهى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة في غرب إفريقيا، نقلته إلى الكاميرون وبنين وغينيا بيساو في الفترة ما بين 25 و28 يوليو، في أول جولة إفريقية له منذ إعادة انتخابه رئيسا للدولة الفرنسية في أبريل الماضي لولاية ثانية.
وعلى خلفية الحرب في أوكرانيا، تخللت هذه الرحلة مواضيع تهم الزراعة والتراث وقضايا الأمن.
وتزامنت هذه الجولة القارية مع تراجع نفوذ فرنسا في منطقة الساحل مع مواجهتها منافسة شرسة من عدة دول أخرى على وجه الخصوص، روسيا والصين، وبالتالي ترك إيمانويل ماكرون منطقة نفوذه التقليدية وسعى إلى إحياء العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول التي تمت زيارتها. إذ خطط “لإعادة تشكيل” تحالفاته العسكرية الإقليمية، مع تأكيده على رغبة باريس في الاستمرار في المشاركة في منطقة الساحل ولكن “بأسلوب مختلف”.
وأمام هذا الوضع، دعا رئيس بنين على الضرورة الملحة لتعزيز المساعدة العسكرية الفرنسية في مكافحة الإرهاب، بما يتجاوز الاستخبارات والتدريب.
ومن جانبه، أكد ماكرون أنه على استعداد لتسليم “شاحنات صغيرة ومعدات إزالة ألغام وسترات واقية من الرصاص ومعدات رؤية ليلية”، وكذلك “طائرات بدون طيار ومعدات مراقبة أخرى”، مذكرا بأن هذه المعركة ضد الإرهاب ستتم “جنبًا إلى جنب مع الأفارقة” بناء على طلبهم، وأن الاستجابة الأمنية يجب أن تكون” مصحوبة برد سياسي وتنموي”.
والتزم الرئيس الفرنسي كذلك بتعزيز العلاقات الثنائية العسكرية مع غينيا بيساو، فيما يخص تدريب المديرين التنفيذيين العسكريين والدفاع في مجال المعدات، ومكافحة القرصنة البحرية والصيد غير القانوني.
ومن المقرر تنظيم قمة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قريبًا بشأن القضايا الأمنية، تركز على منطقة الساحل، والتي قال ماكرون إنه مستعد للمشاركة فيها.
ويعتبر المحلل السياسي أن “استراتيجية ماكرون الحالية بعد هذه الزيارة تكمل السابقة التي أطلقها في أول زيارة له إلى القارة الإفريقية بعد توليه السلطة في عام 2017. إلا أن الاستراتيجية الحالية انطلقت بنفس الهفوات. إذ سبق وأن دعا في خطابه في واغادوغو في بوركينافاسو إلى علاقة جديدة تجمع بين فرنسا وإفريقيا تعتمد على توازن القوى وتسير نحو رابح-رابح.
لكن بعد 5 سنوات، لم تشهد المنطقة تغيرا كبيرا، ولم تكن هناك عمليات ملموسة على أرض الواقع. بل حصل العكس، تم انتقاد فرنسا لعدم قدرتها الفاعلة على مواجهة الإرهاب”.
على صعيد آخر، يعتقد محللون أن ماكرون يريد من جولته الأخيرة إعادة فرنسا إلى سباق النفوذ في هذه القارة الذي تطمح إليه جميع القوى العظمى ولا سيما روسيا.
المصدر : وكالات أنباء