إثر تحذير وجهه السفير الروسي في كوريا الشمالية من تبعات سعي الأمم المتحدة لقطع جميع إمدادات النفط عن بيونغ يانغ، واحتمال أن يؤدي ذلك لنشوب حرب عالمية، تساءل طوم أوكونور، محرر لدى مجلة “نيوزويك”، عما إذا كانت روسيا باتت أيضاً تخاف من النظام الستاليني.
فقد أشار السفير ألكساندر ماتسيجورا، في لقاء مع وسائل إعلام رسمية روسية، إلى أن الأمن القومي في بلاده تضرر جراء تجارب نووية وصاروخية أجرتها كوريا الشمالية ما أدى لعزلتها عن المجتمع الدولي، وجعل بيونج يانج هدفاً “لحملة ضغط هائلة تقودها الولايات المتحدة”.
ونتيجة لتلك الحملة، قال ماتسيجورا إن روسيا شاركت في فرض عقوبات دولية ضد حكومة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ولكنه رأى أيضاً أن شدة تلك العقوبات وصلت إلى ما يعتبر مرادفاً لإعلان حرب.
وفي لقائه مع وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الناطقة بالإنجليزية، قال ماتسيجورا إذا “توقفت إمدادات النفط وجميع منتجات النفط، فذلك يعني فرض حصار كامل على كوريا الشمالية. وكرر ممثلون لحكومة بيونغ يانغ أن فرض حصار يعتبر بنظر كوريا الشمالية بمثابة إعلان حرب”.
ويلفت المحرر لتصويت مجلس الأمن الدولي، في الشهر الماضي، على خفض بنسبة 90٪ لجميع واردات كوريا الشمالية من النفط، وهو ما أشارت إليه الدولة العسكرية بوصفه “عملاً حربياً”. وقد كررت الولايات المتحدة اتهاماتها لكل من الصين وروسيا بتحدي تلك العقوبات، وتزويد جارتهم سراً بالنفط عبر خطوط بحرية، وهو أمر نفته كلا الدولتين.
وبعد سنوات من تقسيم شبه الجزيرة الكورية بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، يشير أوكونور لدعم قدمته موسكو وبكين لوكيلهما الشيوعي، خلال حربه مع كوريا الجنوبية، في خمسينيات القرن الماضي. ولكن عندما نجحت كوريا الشمالية في تطوير أسلحة نووية، وأجرت تجارب على صواريخ باليستية عابرة للقارات، وأصبحت قادرة علي ضرب أي مكان في العالم، فترت العلاقة بين كوريا الشمالية وكل من الصين وروسيا.
وفي الوقت نفسه، يلفت المحرر لاستعدادات اتخذتها روسيا والصين تحسباً من توسع أمريكي في منطقة المحيط الهادئ الآسيوية، فضلاً عن تبادل التهديدات مع كوريا الشمالية. فقد أجرى البلدان، خلال الأشهر الأخيرة، مناورات بحرية مشتركة. وعندما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إبريل الماضي، تشديد تهديداته ضد بيونج يانج، نفت موسكو وبكين صحة تقارير أنهما ضاعفتا أعداد قواتهما على طول الحدود مع الدولة المعزولة، والتي وعدت بأن تكون أسلحتها النووية موجهة فقط نحو الولايات المتحدة.
ولأجل تجنب وقوع حرب، حاولت روسيا والصين تطبيق خارطة طريق أو ما وصف بعبارة “تجميد مزدوج”، بمعنى أن يوقف نظام كيم تجاربه الصاروخية والنووية في مقابل تعليق الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية في مياه شبه الجزيرة الكورية. ولكن ترامب رفض ذلك الاقتراح، وسعت كوريا الشمالية لإجراء محادثات سلام نادرة مع كوريا الجنوبية. وسابقاً، وافقت بيونيانغ على نزع أسلحتها النووية شرط أن توقف الولايات المتحدة عملياتها العدائية.
ويلفت أوكونور إلى نفي السفير ماتسيغورا اتهامات أمريكية بأن روسيا تدعم سوق كوريا الشمالية المتعثر عبر شرائها الفحم من بيونج يانج، أو القيام بدور الوكيل عن دول أخرى تسعى لشراء الفحم. وأضاف ماتسيغورا أن روسيا سوف تعيد جميع العمال الكوريين الشماليين الذين يعملون على أراضيها إلى بلدهم، في نهاية 2019، تماشياً مع بنود آخر مجموعة من العقوبات الدولية القاسية بحق بيونج يانج.
المصدر: وكالات