استغرقت المفاوضات بين ايران والاطراف الاخرى وقتا طويلا الى ان تم التوصل الى اتفاق طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي باراك أوباما بمنع تمديد العقوبات على بلاده، بعد موافقة مجلس الشيوخ الامريكي -الكونجرس على مشروع قانون بهذا الشأن، وتوعد بالرد بقوة في حال عدم الاستجابة لمطالب ايران.
ووصف روحاني التشريع الذي وافق عليه الكونجرس بتمديد العقوبات على إيران لمدة عشر سنوات جديدة بأنه انتهاك للاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الست الكبرى.
وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون الايراني إن «رئيس أميركا ملزم بممارسة سلطاته من خلال منع الموافقة على هذا التشريع وبالتالي عملياً منع تنفيذه، وإذا حدث هذا الانتهاك الصارخ سنرد بقوة».
وكان البيت الأبيض قد أعلن أنه من المتوقع أن يوقع الرئيس أوباما على التشريع ليصبح قانوناً.
وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية أن 264 نائباً في البرلمان الإيراني المؤلف من 290، أصدروا بياناً دعوا فيه الحـــكومة الى تطـــبيق إجراءات مضادة تشمل إعادة إطلاق برنامج التخصيب النووي الذي توقف بموجب الاتفاق النووي.
وقال المرشد الأعلى للثورة في ايران آية الله علي خامنئي الشهر الماضي إن تمديد العقوبات، التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران ينتهك الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه العام الماضي.
وكان خامنئي قد صرح في وقت سابق من هذا الشهر أنّ إيران “ستحرق” الاتفاق النووي إذا انتهكه الطرف الآخر واستمر البعض في التهديد بـ”تمزيقه”، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية ووصفه للاتفاق بأنه “كارثي”.
وأضاف خامنئي “إننا لا ننتهك الاتفاق النووي، ولكن إذا انتهكه الطرف المقابل فإننا سنحرقه”.
ودعا مسؤولون في الحزب الجمهوري ترامب إلى الإبقاء على الاتفاق و قالوا إنه من الأفضل السعي إلى تحسين شروطه، كما أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بوب كروكر أن من الخطأ إلغاء الاتفاق لأن الولايات المتحدة فقدت وسائل الضغط التي كانت بحوزتها بعد تحرير جزء كبير من الأموال الايرانية التي كانت مجمدة في الخارج وعودة إيران إلى السوق النفطية العالمية.
وأضاف كروكر أن الاتفاق ليس بين بلاده وايران بل هو اتفاق بين سبعة دول والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي طرفان فيه.
وقد يؤدي انسحاب واشنطن من الاتفاق إلى توتر علاقاتها مع الدول الاخرى الموقعة عليه مثل ألمانيا وفرنسا والصين، وقد ترفض هذه الدول فرض أي عقوبات على طهران في حال تراجعت واشنطن عنه.
وكانت الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية قد أعربت عن مخاوفها من نتائج الاتفاق النووي بسبب تجاهل واشنطن سياسات طهران التي تؤدي الى انتشار القلاقل والاضطرابات في المنطقة،وترى السعودية ان طهران والقوى المتحالفة معها مثل الحكومة السورية وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية العراقية مسؤولة عن اعمال العنف في المنطقة.
وقال الكاتب السعودي جمال خاشقجي ان “ايران تشن عدوانا وهي مستمرة في تنفيذ مخططاتها واهدافها في المنطقة بواسطة العنف وليس الدبلوماسية”،ويرى السعوديون ان رفع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على ايران بموجب الاتفاق النووي قد منحها القدرة المالية على الاستمرار والتوسع في انشطتها “التخريبية” في المنطقة.
جدير بالذكر ان اسرائيل حاولت عرقلة الاتفاق النووي بكل السبل وقاد رئيس وزارئها بنيامين نتنياهو حملة شعواء عليه حتى وصل به الامر الى مخاطبة مجلس الشيوخ الامريكي مباشرة عبر كلمة له دعا فيها المجلس الى رفض الاتفاق لانه لا ينهي ما تقول انه مساعي ايرانبة لامتلاك القنبلة النووية.
ووصف نتنياهو الاتفاق بانه خطأ تاريخي اقترفه المجتمع الدولي وسوف يسمح لايران بالاستمرار في “عدوانها وارهابها في المنطقة” ويمهد السبيل امامها لتصنيع قنابل نووية وتصبح بالنهاية “دولة ارهابية باسلحة نووية”.
المصدر: وكالات