تمكنت روسيا، تحت غطاء المناورات العسكرية خلال الفترة الماضية، من نقل جنودها وإعطائهم التدريبات اللازمة تمهيداً للتدخل العسكري في سوريا.
هذا ما يخلص إليه تقرير أعده “معهد دراسات الحرب” الأمريكي في تقرير نشره يوم أمس الخميس، من خلال مراجعة للأنشطة العسكرية الروسية خلال شهر سبتمبر التي حدثت في 12 منطقة بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً تحت ذريعة دعم دول الاتحاد السوفياتي سابقاً أو الدول التي تبحث عن تدريبات عسكرية متطورة لجيوشها.
وقامت روسيا بحسب التقرير بنقل جنود من نخبة المارينز من منطقة القرم في أوكرانيا إلى سوريا عبر مضيق البوسفور، كما أنه تم رصد مجموعة “لمكافحة الإرهاب” من البحرية الروسية تصل أيضاً إلى طرطوس منذ بداية الشهر الحالي، كانت غادرت الأراضي الروسية على متن سفينة مخصصة لإصلاح السفن.
سفن شحن
كما لجأ االجيش الروسي لجأ إلى استعمال 8 سفن شحن على الأقل من تلك المخصصة للاستعمال الاقتصادي والتجاري من أجل نقل عتاد عسكري إلى ميناء طرطوس واللاذقية، من بينها الطائرات النفاثة والمروحيات العسكرية.
وإلى جانب المعدات العسكرية والجنود، فإن موسكو استغلت أيضاً أوضاع الدول المجاورة لسوريا من بينها العراق، التي تبحث عن تدريبات عسكرية لمحاربة تنظيم داعش، من أجل اكتساب الخبرة اللازمة لمواجهة المسلحين، في إشارة تنذر باحتمال إرسال جنود إلى الداخل السوري.
وقامت روسيا بإنشاء قواعد عسكرية لها على الحدود الشرقية الشمالية من الأراضي الخاضعة لها في أوكرانيا حيث عملت منذ التاسع من سبتمبر على بناء مساكن لحوالى 8500 جندي، بالإضافة إلى أماكن لتخزين الأسلحة والآليات العسكرية.
خبراء
وإلى ذلك، كانت تقارير من الداخل السوري أفادت بأن روسيا بدأت في الأيام القليلة التي سبقت 21 سبتمبر بنشر ما يقارب 1700 خبير عسكري، كانوا وصلوا إلى البلاد عن طريق ميناء طرطوس.
وابتداء من 30 سبتمبر، ينقل الناشطون أنباء عن سقوط صواريخ روسية في كل من حمص وحماه وادلب واللاذقية، وهي المناطق التي تخضع اليوم لسيطرة الجيش السوري الحر أو جبهة النصرة وبالتالي فإنها تعتبر خالية من عناصر تنظيم داعش.
ويرى التقرير بأن الصلة بين وصول روسيا إلى القاعدة البحرية في طرطوس، والتدريبات العسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط واضحة، وأن انتشار روسيا في سوريا وتدريباته العسكرية تشير إلى أن تلك المناورات هي بمثابة مقدمات لانتشار ما في المستقبل القريب، خصوصاً مع استعراض روسيا لقواتها العسكرية في أكثر من مكان.
ويختم التقرير بالإشارة إلى الأنشطة العسكرية في سوريا تبدو أنها مجرد جزء صغير من استراتيجية أوسع تهدف روسيا من خلالها إلى تعزيز مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية من شرق المتوسط إلى آسيا الوسطى.
المصدر: وكالات