كتب الصحفي سيث فرانتزمان في موقع “ذا هيل” الأمريكي عن محاولات قطر المستميتة لتبييض سجلها الداعم للإرهاب، وإظهار ذاتها في دور الضحية منذ بداية الأزمة القطرية وإعلان دول الرباعي”مصر والسعودية والإمارات والبحرين”، قطع العلاقات الدبلوماسية معها.
ولفت إلى أنه منذ بداية الأزمة في الخامس من يونيو الماضي، كثفت الدوحة اتصالاتها مع عددٍ من الشخصيات والجهات الأمريكية المؤثرة، ساعيةً إلى إظهار النظام القطري بوجه معتدل لمواجهة الاتهامات الموجهة إليها باستضافة إرهابيين متطرفين وعدد من قادة حماس، بالإضافة إلى دعمها لقناة الجزيرة وتمويل الإرهاب.
وأشار إلى أنّ آخر الدلائل المؤكدة لذلك هو المقال الذي كتبه المحامي الشهير والمؤلف آلان ديرشويتز، تحت عنوان “لماذا تحاصر قطر؟”، والذي وصف فيه قناة الجزيرة الممولة من قطر، بأنها مثال على حرية التعبير، كما زعم فيه أن قطر أصبحت بمثابة “إسرائيل لدول الخليج”.
وأكد فرانتزمان أنَّ قطر سعت لتحسين صورتها من خلال دعوة ذلك الكاتب الشهير، وأن الدوحة نفذت استراتيجية متعددة الجوانب، من خلال استضافة المسؤولين الأمريكيين بشكل متكرر، لا سيمّا فى ظل وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر ما يوحي بأن واشنطن ما زالت حليفاً مهماً لها.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أفادت أنّ قطر تحاول ترتيب لقاءات بين قيادتها العليا ورؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2017، كما استخدم النظام القطري، شركة علاقات عامة من خلال جهودها في مجال الضغط الإعلامي، معتقدة أن تجسيد الأصوات المؤيدة لإسرائيل سيجعل الدوحة تبدو أكثر اعتدالاً.
وقالت “ذا هيل” فى تقريرها إن “المشكلة في محاولة قطر إعادة تصنيف نفسها كدولة معتدلة كونها ضحية للمملكة العربية السعودية، هى أن قطر لم تكن قط نظيفة حقًا، من ناحية دعمها لحماس وتمويل الإرهاب”.
وقال ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في مركز الأمن الأمريكي الجديد في مارس (آذار) عام 2014 إن “قطر، حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وقامت منذ سنوات عديدة بتمويل حركة حماس، وهي مجموعة لا تزال تقوض الاستقرار الإقليمي، كما أن جمع التبرعات من أجل تنظيم القاعدة في سوريا، المعروف آنذاك باسم جبهة النصرة، كان يتم في قطر”.
وتؤكد التسجيلات الدبلوماسية الأمريكية المسربة، أن الولايات المتحدة لديها مخاوف كبيرة إزاء استضافة قطر للمتطرفين، وفي تسجيل آخر في يناير (كانون الثاني) 2009، أشار المسئول الأمریکي إلی أن شيخ الفتنة القيادي الإخواني ونجم قناة الجزیرة يوسف القرضاوى، قد بث خطبة تھاجم الیھود والغرب والزعماء العرب في المنطقة.
وقبل زيارة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني إلى واشنطن في يناير (كانون الثاني) 2010، قال مسؤولون أمريكيون إنه من الضروري عرض المخاوف بشأن الدعم المالي لحماس من قبل المنظمات الخيرية القطرية وكذلك المخاوف بشأن الدعم المعنوي الذي تتلقاه حماس من يوسف القرضاوي”.
وخلافاً للادعاءات القطرية لديرشويتز بأن الولايات المتحدة أيدت وجود قادة حماس في الدوحة، فمن الواضح أن الولايات المتحدة عارضت استضافة الإرهابيين في الدوحة لأكثر من عقد من الزمان.
ويبدو من التسجيلات المسربة نفسها أن الولايات المتحدة وازنت بين انتقاداتها لقطر علناً، وبين رغبتها في البقاء على علاقاتها معها بوصفها شريكاً استراتيجياً. وحتى عام 2005، حافظت الولايات المتحدة على حوار نشط مع القرضاوي، وفقًا لمذكرة كتبها السفير الأمريكي تشيس أونترمير.
وأكد فرانتزمان أنه في السنوات الأخيرة، سعت قطر لتصوير نفسها على أنها تغير طرقها، بعد أن تخلى الأمير حمد بن خليفة آل ثاني عن ابنه تميم، إلا أن الكاتب الأمريكى ديفيد فاينبرغ الذي يكتب في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قال في يناير 2017، إنه ليس هناك دليل مقنع على أن قطر توقفت عن السماح لبعض الممولين الإرهابيين بالتحرك بحرية.
المصدر: وكالات