يستعد زعيما الاحتجاجات في باكستان المطالبان باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف لاستئناف المحادثات مع الحكومة، يوم الأربعاء، مما أنعش الآمال في التوصل إلى حل من خلال التفاوض لأزمة هزت البلاد.
وتحولت الاحتجاجات لأعمال عنف مميتة في مطلع الأسبوع الماضي مع محاولة الآلاف اقتحام مقر شريف في تصعيد للعنف اثار المخاوف من احتمال تدخل الجيش والإطاحة به.
لكن حدة التوتر خفت بشكل كبير يوم الأربعاء ولا يعتصم سوى نحو الفي شخص بشكل سلمي امام البرلمان في المنطقة الحمراء الخاضعة لاجراءات أمنية مشددة في وسط العاصمة اسلام اباد.
وبعد أسابيع من الجمود ظهرت دلائل أولية على أن زعيمي الاحتجاجات عمران خان لاعب الكريكيت السابق ورجل الدين طاهر القادري يقتربان من محاولة ايجاد حل سلمي لانهاء المواجهة.
وقال رحيق عباسي الساعد الأيمن للقادري “وضعنا كل مطالبنا أمام لجنة المعارضة (فريق التفاوض) مضيفا أن معسكره سيعقد بعد ذلك اجتماعا منفصلا مع ممثلين عن الحكومة في وقت لاحق في المساء”.
وتابع “اذا رأت اللجنة ان أيا من مطالبنا ينتهك الدستور والقانون والديمقراطية فسنكون على استعداد للتخلي عن ذلك المطلب.”
ومن المتوقع ان يحذو معسكر خان نفس الحذو ويقدم مطالبه لفريق التفاوض.
لكن القادري وخان ما زالا متمسكين بمطلبهما بتنحي شريف ولم تتضح طبيعة الحل الذي يمكن ان تتمخض عنه المحادثات ليناسب كل الأطراف ويساعد في تجنب المزيد من المواجهة أو العنف.
وأثارت مشاهد الفوضى في العاصمة التي عادة ما تتسم بالهدوء قلق الكثير من الأشخاص في بلد غالبا ما تتغير في السلطة من خلال الانقلابات العسكرية وليس الانتخابات، ويتهم بعض المسؤولين الجيش بتدبير الاضطرابات كوسيلة لتهميش شريف أو حتى الاطاحة به.
وينفي الجيش تدخله في الشؤون المدنية قائلا انه يقف على الحياد ويطالب بحل سياسي.
واتخذت الأزمة عدة اشكال منذ بدء الاحتجاجات في منتصف اغسطس حيث كانت تخف في بعض الأحيان ثم تتصاعد مرة اخرى بالعنف، ويقول معظم المعلقين ان من السابق لاوانه القول عما اذا كان التوصل إلى حل سياسي بات قريبا.
وأكد البرلمان يوم الثلاثاء دعمه لشريف الذي عقد جلسة برلمانية مشتركة تستمر اسبوعا، ويحظى رئيس الوزراء باغلبية كبيرة في البرلمان عقب فوزه الساحق في انتخابات العام الماضي.
ورأس شريف اجتماعا اخر للبرلمان يوم الأربعاء ويتوقع ان يلقي المزيد من الاعضاء كلمات التأييد له.
المصدر: رويترز