ستشكل المناظرة التلفزيونية بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب هذا الأسبوع، اللحظة الأكثر خطورة لجولة الإعادة بينهما، مما يضع رئيسين في مواجهة استثنائية مبكرة أمام أمة غاضبة.
وكتبت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنه بالنسبة لبايدن توفر مناظرة أتلانتا فرصة لتذكير الناخبين بالفوضى التي سادت إبان رئاسة سلفه، وبإدانته الجنائية، وحتى التحذير من مستقبل أكثر ظلاماً في حال فاز بولاية ثانية.
وبالنسبة لترامب، تشكل المناظرة، فرصة لتسليط الضوء على أن أمريكا صارت أكثر كلفة وأضعف وأكثر خطورة في عهد خلفه.
لكن المناظرة وجهاً لوجه الخميس، تشكل أيضاً مخاطر كبيرة للرجلين-بحيث إن كليهما يعتبران المرشحين الأكثر تقدماً في السن اللذين يخوضان السباق الرئاسي- وكونهما غارقين في تنافس شرس يتميز بكره متبادل منذ أكثر من 4 أعوام.
وتلك العدائية تفسح في المجال أمام مساء لا يمكن التنبؤ بما سيحدث فيه، وأي خطأ ملحوظ – تعثر جسدي، أو هفوة ذهنية، أو وابل من الإهانات الشخصية – يمكن أن يتردد صداه لأشهر عدة، بسبب الفترة الطويلة غير الاعتيادية التي تفصل عن موعد المناظرة الثانية في سبتمبر.
وقال كارل روف الخبير الاستراتيجي الجمهوري البارز الذي أشرف على جولتين رئاسيتين ناجحتين لرئيس جورج دبليو بوش: “إنها نقطة انعطاف كبيرة.. هل يمكن أن يكون بايدن مقنعاً باستمرار، مما يجعل الناس يقولون: حسناً، ربما يكون الرجل العجوز قادراً على ذلك؟ وهل سيكون ترامب منضبطاً بما فيه الكفاية بحيث يقول الناس: أتعلمون، الأمر يتعلق بنا حقاً، وليس به؟”.
وهذه المناظرة الرئاسية ستكون الأبكر في تاريخ البلاد، والأكثر اختلافاً عما ألفه الكثير من الأمريكيين العاديين.
وستستضيف المناظرة شبكة “سي إن إن” الأمريكية للتلفزيون وليس لجنة غير حزبية، وسيتم بثها بالتزامن مع خمس شبكات أخرى، ومن دون جمهور مباشر ومن دون بيانات افتتاحية.
وسيكون لدى كل مرشح دقيقتان للإجابة عن الأسئلة، تليهما دقيقة واحدة من الردود والردود على الردود، وإذا تحدث أحد المرشحين في غير دوره، سيتم إغلاق الميكرفون الخاص به.
ويتخذ الرجلان نهجين مختلفين بشكل لافت للنظر خلال التحضيرات. ولجأ بايدن مع مساعديه إلى كامب ديفيد لحضور جلسات مناظرة رسمية، ومن المتوقع أن يلعب المحامي الشخصي للرئيس بوب باور، دور ترامب. ويتخذ الرئيس السابق نهجاً أكثر مرونة، لكنه يشارك في “جلسات سياسية” أكثر مما فعل في عام 2020.
ويأمل مستشارو ترامب، أن يحافظ الرئيس السابق على اهتمامه بالقضايا التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها أكثر نقاط الضعف بالنسبة لبايدن – التضخم والهجرة – وألا ينخرط في جدالات حول ادعاءاته الكاذبة في ما يتعلق بانتخابات مسروقة عام 2020 ونظام العدالة الذي يدعي أنه مسيس ضده.
ويرى فريق بايدن فرصة للفت انتباه الناخبين الديمقراطيين والمستقلين، وحتى بعض الجمهوريين المعتدلين، إلى أن ولاية ترامب الثانية ستكون أكثر تطرفاً من ولايته الأولى.
ومع ذلك، فإنهم يستعدون أيضاً لأن يقدم ترامب أداءً أكثر انضباطاً مما كان عليه في المناظرة الأولى عام 2020، عندما كان عرضه فوضوياً يشبه “حريقاً في مستوعب قمامة”.
المصدر: وكالات