تساءل الكاتب الأمريكي الشهير نيكولاس كريستوف في مقاله الأسبوعي بصحيفة /نيويورك تايمز/ كيف وقف الرئيس الأمريكي جو بايدن في طريق مكافحة المجاعة في قطاع غزة؟
وقال كريستوف، في مقال رأي نشرته الصحيفة اليوم الخميس، إن استجابة بايدن حيال الحرب في غزة لأكثر من ثمانية أشهر بدت ضعيفة في كثير من الأحيان، إذ أبدى انزعاجا من الخسائر الإنسانية لكنه لم يتصرف بحزم للحد منها.
ولكن في إحدى الحالات، كان بايدن حاسما على نحو غير معهود: بعد أن زعمت إسرائيل تورط موظفي وكالة الأمم المتحدة التي تشكل محور الجهود المبذولة لتجنب المجاعة في غزة، في ما وصفته ب”الإرهاب”، فقد سارع بايدن بعدها بتعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/، ثم قام الكونجرس بتمديد تجميد التمويل .
وأضاف كريستوف إن بايدن أفسد الأمر فيما يبدو الآن، إذ ثبت أن الأساس الواقعي وراء الاتهامات الموجهة إلى وكالة الأونروا غير ملموس، معربا عن شعورة بالألم من أنه في إطار جهد مضلل لفرض المساءلة، يبدو أن الولايات المتحدة قد ألقت المزيد من البؤس على كاهل الجياع .
وأضاف أن السياسيين الإسرائيليين من اليمين المتطرف يدفعون من أجل إلغاء وكالة الأونروا، التي توفر المدارس والعيادات وغيرها من الخدمات في المنطقة، ومرر البرلمان الإسرائيلي بسهولة مشروع قانون يقضي بحظر الأونروا كمنظمة إرهابية في القراءة الأولى، مما أثار إدانة دولية ضد هذا الأمر.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: “إن الأونروا تترنح تحت وطأة الهجمات المتواصلة”، وحذر من أنها قد “تنهار” بطرق “تزرع بذور الكراهية والاستياء والصراع في المستقبل”.
ولفت كريستوف إلى أن الأرض المحيطة بمقر الأونروا في القدس الشرقية متفحمة حيث هاجم متظاهرون إسرائيليون عنيفون المجمع وأضرموا فيه النار مرتين. وخلال هجمات الحرق المتعمد، هتف حشد من المتظاهرين باللغة العبرية، “دعوا الأمم المتحدة تحترق”.
وقال كريستوف إنه كان على متن إحدى مركبات الأونروا التي تم إعادتها عند نقطة تفتيش إسرائيلية حيث سمح للسيارات الأخرى بالمرور، لافتا إلى أن إسرائيل قامت بتأخير تأشيرات دخول مسؤولي الأونروا، مما أدى في الواقع إلى منعهم من القيام بعملهم.
والأكثر مأساوية هو أن ما يقرب من 200 من العاملين في مجال الإغاثة في الأونروا قد قتلوا بسبب التفجيرات وإطلاق النار في غزة.
وأضاف أنه ربما يكون من المفهوم أن الإسرائيليين، عقب هجوم السابع من أكتوبر الماضي، يهدفون إلى تدمير وكالة تابعة للأمم المتحدة تخدم الفلسطينيين. لكن هذا لن يساعد إسرائيل ولا أي شخص آخر، كما أن وقف الولايات المتحدة لتمويل الأونروا يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي المحتلة .
واختتم كريستوف مقاله بالقول إنه لهذه الأسباب، يجب على بايدن أن يعترف بخطئه. وبينما تهدد المجاعة غزة، ينبغي على الولايات المتحدة أن تدعم وكالة الأونروا التي تقف في قلب الجهود الرامية إلى مكافحة المجاعة، وليس تقويضها.
المصدر: أ ش أ