نيويورك تايمز: تنامي الشكوك لدى واشنطن بشأن تحرك بيونج يانج نحو استئناف البرنامج النووي
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الأحد أن الاختبار الثاني لما بدا بأنه محرك صاروخي متقدم قالت عنه كوريا الشمالية يوم أمس السبت بأنه جزء من “رادع نووي استراتيجي يمكن الاعتماد عليه”، ترك القليل من الشك لدى واشنطن في أن الشمال تتحرك بسرعة نحو استئناف البرنامج الذي أدى إلى أزمة دولية كبيرة قبل عامين.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها نشرته على موقعها الإليكتروني – إنه بينما لم يعط الشمال أي تفاصيل، إلا أنه أكد إجراء “اختبار مهم آخر” مساء أمس الأول في موقع لإطلاق الصواريخ
والأقمار الصناعية كان قد وعد الزعيم كيم جونج أون بإغلاقه.. ويعد هذا ثاني اختبار من نوعه خلال أسبوع واحد، وجاء بعد أسابيع من المحاولات الصاخبة المتزايدة للضغط على الولايات
المتحدة لإجراء مزيد من المحادثات وتنازلات جديدة.
وتشير جميع الأدلة المتوفرة إلى أن هذه التجربة كانت عبارة عن محرك صاروخي متطور، فيما يشير إعلان كوريا الشمالية إلى أنها جزء من تجديد أنظمة لامتلاك البلاد للأسلحة النووية.
ونقلت الصحيفة أيضا عن محللين وخبراء استخبارات أمريكيين قولهم بأنهم يعتقدون أن الاختبار الأرضي – الذي أُجري في منصة ثابتة مصممة لإظهار التصميمات التجريبية لمحركات
الصواريخ – كان بمثابة إشارة إلى أن البلاد قد تستأنف قريبًا اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات.
لكن مثل هذا الاختبار – كما يتوقع المسؤولون والمحللون الخارجيون – قد يأتي في غضون شهر بعد انتهاء المهلة التي فرضتها كوريا الشمالية للتقدم القوي مع الولايات المتحدة ، فيما وصل
المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون النووية الكورية ستيفن بيجون إلى العاصمة الكورية سول، لمحاولة إجراء بعض الجهود الدبلوماسية في اللحظة الأخيرة، بما في ذلك اجتماع مع دبلوماسيين كوريين شماليين في المنطقة المنزوعة السلاح.
وفي هذا، تابعت “نيويورك تايمز” أن ” أي صاروخ أو تجربة نووية هامة سوف يتناقض بشكل لا لبس فيه مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه قد غير بالفعل سلوك كوريا الشمالية”… وسيشكل ذلك خطر تجدد المواجهة في خضم حملة إعادة انتخاب الرئيس، الذي غرد الأسبوع الماضي وأكد أنه يجب على الشمال ألا “يتدخل” في الانتخابات الأمريكية القادمة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: “أن الاختبار الأرضي وحده لا يغير قدرة الشمال على ضرب جيرانه.. لكنه يشير إلى استئناف النشاط على نطاق واسع قيل لترامب في السابق بأنه تم تعليقه”.
من جانبه، أكد مايكل إيلمان مدير دراسات قسم منع الانتشار النووي والدراسات النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن: “هذه الاختبارات الأساسية تفيد قدرات كوريا الشمالية
الاستراتيجية إلى حد كبير، وبالتالي فهي تخدم الضرورات التقنية والسياسية”.
وأشارت كوريا الشمالية مرارا وتكرارا إلى أنها ستتخلى عن الدبلوماسية وقد تستأنف تجارب الأسلحة ما لم تف واشنطن بالتزامات مهلة حددها الزعيم الشمالي أمام الولايات المتحدة حتى
31 ديسمبر، وذلك من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات بمزيد من التنازلات، بما في ذلك تخفيف العقوبات الدولية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يستخدم كيم اجتماعا للجنة المركزية لحزب العمال – المقرر عقده هذا الشهر – والخطاب السنوي الذي سيدلي به بمناسبة يوم رأس السنة الجديدة للكشف عن خيارات سياسته الجديدة.
المصدر : أ ش أ