سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الصادرة، اليوم الثلاثاء، الضوء على تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن الذي يعيش أزمة طاحنة تسببت في تدمير بنيته التحتية بشكل كبير وتجويع شعبه، فضلا عن إصابة مئات الآلاف منهم بوباء الكوليرا.
مع ذلك، ذكرت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- أن ثمة آفة فقر خبيثة تختبئ بين ثنايا هذه الأرقام والاحصاءات المفزعة بشأن حصيلة الدمار والقتلى؛ وهي أن الأسر اليائسة تلجأ حاليا بمعدلات متزايدة إلى بيع بناتها كعرائس وهن لا يزلن في مرحلة الطفولة، أو السماح لصبيانهم بالتجنيد كمقاتلين.
ونقلت الصحيفة عن ميريتكسل ريلانو، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة في اليمن، “من المستحيل حصر أعداد الأطفال المسربين من المدارس في الوقت الحالي من أجل الزواج أو التوجه لأعمال القتال، ولكننا على ثقة بأن المزيد والمزيد من الآباء يفعلون ذلك بأبنائهم”.
وأضافت أن “فقدان وسائل العيش الكريم وارتفاع معدلات البطالة تعتبر من العوامل التي تدفع الأسر للقيام بذلك”.
وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لبيانات الأمم المتحدة، فإن واحدا من بين كل طفلين باليمن يعاني من توقف النمو بسبب نقص الغذاء حيث تسببت سوء التغذية في تركهم عرضه للأمراض.
وفي سياق متصل، لم يتم دفع رواتب المعلمين، فيما تم إغلاق 12 ألف مدرسة من أصل 14 ألف على مستوى البلاد بشكل فعال، فضلا عن حقيقة معاناة أكثر من 700 ألف يمني – نصفهم من الأطفال- من وباء الكوليرا.
يُشار إلى أن الصراع في اليمن بدأ عام 2014 عندما اتحدت عناصر من الشيعة قادمة من الشمال، والمعروفة باسم الحوثيين، مع عناصر من القوات المسلحة وأغارت على العاصمة صنعاء مما دفع الحكومة المُعترف بها دوليا إلى الهروب الأمر الذي اشتدت على إثره معارك طاحنة بين القوات الموالية للحكومة والتي تحظى بدعم من دول إقليمية والحوثيين، ودفع بالعديد من الأسر إلى تحقيق أقصى استفادة من اصولها المتناقصة وفي بعض الحالات، تكون هذه الأصول عبارة عن أطفالهم.
وفي السياق ذاته، أفاد نشطاء بأن الأطراف المتحاربة في اليمن لجأت، في تكتم واضح، إلى تجنيد الأطفال الذين يقل أعمار العديد منهم عن 18 عاما.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط