سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الضوء على مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تقليص الوجود العسكري للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم بدون انتظار التفاوض بشأن تنازلات من الأطراف الأخرى مثل طالبان أو كوريا الشمالية.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن حركة طالبان طالبت الولايات المتحدة بسحب قواتها من أفغانستان وطالبت تركيا الأمريكيين بالخروج من شمال سوريا فيما تريد كوريا الشمالية على الأقل وقف تدريبات أمريكا العسكرية مع كوريا الجنوبية.
وأفادت بأن ترامب ألزم نفسه إلى حد ما بالمطالب الثلاثة السالف ذكرها – على الأقل – ولكن في المقابل لن يحصل على الكثير، لافتة إلى تخلي ترامب ،الذي وصفته “بصانع الصفقات” ،عن قوة التواجد العسكري للولايات المتحدة في أماكن متعددة حول العالم بدون التفاوض على تنازلات من أولئك الذين يطالبون بمغادرة القوات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للرئيس الأمريكي الذي تعهد مرارًا بإنهاء “الحروب التي لا نهاية لها”، فإن هذه القرارات تعكس قناعة أوسع نطاقًا مفادها أن إعادة القوات إلى الوطن، أو على الأقل إخراجهم من البؤر الساخنة ، يعد أكثر أهمية من المساومة من أجل تحقيق مكاسب، حيث يرى ترامب أن المغامرات العسكرية في الخارج لعقود لم تكبد البلاد سوى الدماء وأموالا طائلة وأن انتظار إبرام صفقات من شأنه إطالة أمد الكارثة.
وأضافت أن الدبلوماسيين المخضرمين وخبراء السياسة الخارجية والمشرعين الرئيسيين يخشون أن يفرط ترامب في قوة ونفوذ الولايات المتحدة في العالم بدون عائد يُذكر، واعتبروا أن قرار سحب القوات بشكل أحادي شجع أعداء أمريكا وأزعج حلفاءهها ، فيما تثير مثل هذه القرارات مخاوف أصدقاء واشنطن حيال مدى استمرارية قوة الولايات المتحدة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه بالإضافة إلى انهيار المحادثات الأفغانية، لم يحقق ترامب شيئا في المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية ولم يحرز أي تقدم في مبادرة سلام بين إسرائيل وفلسطين بل ولم يصل حتى الآن إلى طاولة المفاوضات مع إيران على الرغم من إعلانه رغبته في ذلك فضلا عن حصاره في مفاوضات عالية المخاطر مع الصين بشأن الرسوم الجمركية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)