ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن عقد تحالف بين كل من فرنسا والولايات المتحدة وروسيا ضد تنظيم “داعش” الإرهابي يعد أسهل قولا من التطبيق على أرض الواقع.
وقالت الصحيفة – في تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني – إن “داعش” نجح فيما فشل فيه الدبلوماسيون ألا هو دفع النظام الدولي لتجميع هذه القوي العالمية الثلاث إلى وحشدها في تحالف محتمل ضد التنظيم الإرهابي.
وأضافت أن كلا من هذه القوى الثلاث الآن لديه أسبابه للرغبة في تدمير “داعش” بعد الهجمات التي لا هوادة فيها ضد المدنيين في باريس وإسقاط طائرة الركاب الروسية التي كانت تقل أشخاصا يقضون عطلاتهم.
وقد وفر الرئيس الأمريكي باراك أوباما المعلومات الاستخباراتية لتسهيل الضربات الجوية الفرنسية مشيرا إلى أنه منفتح على مزيد من التعاون مع روسيا.
لكن حتى الآن فإن التحالف – بحسب الصحيفة – يبقى بوجه عام نظريا لأنه حتى في ضوء اضطلاع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بدور مصلح العلاقات برحلتين متعاقبتين الأسبوع المقبل إلى كل من واشنطن وموسكو، تبقى هناك قوى طرد مركزي تبعد الشركاء المأمولين عن بعضهم البعض في ظل تحدي المصالح القومية المتعارضة مع جهود ترجمة ذلك الطموح المشترك الجديد إلى تضافر مستدام بمرور الوقت.
وأوضحت أن هناك خلافات جوهرية بين أوباما وبوتين حول مجموعة من القضايا التي لم تحلها هجمات باريس حيث يفرقهم ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتدخلها في شرق أوكرانيا وجهود موسكو لتشويه صورة واشنطن وتقويض الثقة في التزام حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالدفاع الجماعي ودعم الكريملين للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المستشار السابق للبيت الأبيض كارين دونفريد “إنه بالتأكيد شيء جيد بالنسبة لنا وأمر جيد بالنسبة لفرنسا إذا كان لدينا نهج أكثر تنسيقا تجاه تلك الضربات الجوية في سوريا. بيد أنني أعتقد أنه لا يوجد شخص منا يعلم مدى التزام روسيا حقا بمواجهة “داعش”. وأبقى متشككا بالفعل أن تتلاقى مصالحنا هنا”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مركز بروكينجز، ستروب تالبوت، قوله إن “أي تحالف حقيقي سيتطلب تغييرا جذريا في طريقة تعامل الروس مع سوريا التي يقولون إنهم يحاولون محاربة الإرهاب بها غير أنهم يبدون أكثر عزما على إبقاء الأسد”.
وأضاف تالبوت “ربما يكونون قد استوعبوا الأمر. فهم يتحدثون عن أن يكونوا جزءا من الحل. لكنهم يتحدثون عن المشاركة في الحل وفي نفس الوقت يسيرون كأنهم جزءا المشكلة”.
وعقب الاجتماع مع بوتين مطلع هذا الأسبوع في تركيا، قال أوباما أمس الأربعاء في مانيلا إن روسيا كانت “شريكا بناء” في المحادثات بالعاصمة النمساوية فيينا التي سعت إلى خارطة طريق من أجل وقف إطلاق نار في الحرب الأهلية السورية التي سمحت بصعود “داعش”.
لكنه أضاف أنه من أجل مزيد من التعاون، فيعتين على بوتين تقليل توجهه نحو جماعات المعارضة المسلحة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة وفي نفس الوقت زيادة الالتفات إلى “داعش”.
ويحاول أولاند، الذي يتعرض لضغط هائل داخليا بعد الهجمات، أخذ المبادرة الدبلوماسية. فاستشعارا منه بالتقارب، يعتزم السفر إلى واشنطن يوم الثلاثاء القادم للاجتماع مع أوباما ثم إلى موسكو للقاء بوتين.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)