ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن النهاية جاءت سريعة لأحد أكثر البرامج الخفية تكلفة في تاريخ وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه”.. مشيرة إلى أنه في عهد الرئيس دونالد ترمب فقدت قوات المعارضة السورية “الهشة” دعم السي آي إيه.
وأوضحت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني – أنه خلال إفادة من البيت الأبيض في أوائل يوليو الماضي أوصى مدير ال”سي آي إيه” مايك بومبيو الرئيس الأمريكي بإنهاء الجهود المستمرة منذ 4 سنوات لتدريب وتسليح المعارضة السورية، وسرعان ما أنهى ترمب البرنامج.
وأضافت الصحيفة أنه بحلول ذلك كان جيش المعارضة السورية المدعوم من أمريكا قد ذبل وأصبح أجوفا بعد تعرضه لأكثر من عام للقصف من قبل الطائرات الروسية وتقييده داخل البقع المتقلصة من سوريا التي لم تستعيدها قوات النظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتقادات في الكونجرس احتجت لسنوات على تكاليف البرنامج، الذي كلف الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار منذ أن بدأ، في وقت تفيد تقارير بأن بعض أسلحة السي آي إيه انتهى بها الحال لتقع في أيادي مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، الأمر الذي أطاح بالدعم السياسي للبرنامج.
وقالت الصحيفة إنه بينما أثيرت بعض الانتقادات حول أن ترمب أنهى البرنامج لكسب ود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإنه في الحقيقة كانت هناك وجهات نظر قاتمة تجاه جهود تدريب وتسليح المعارضة السورية في كلا إدارتي ترمب والرئيس السابق باراك أوباما، وهو ما رأته الصحيفة التقاء نادرا في الآراء بشأن سياسة الأمن القومي.
ولفتت الصحيفة إلى أن إنهاء برنامج السي آي إيه، الذي يعد الأكثر تكلفة منذ جهود تسليح وتدريب المقاتلين – جماعات “المجاهدين” – في أفغانستان خلال الثمانينات، دفع إلى ضرورة حساب نجاحاته وإخفاقاته.
ويقول المعارضون إن البرنامج كان متهورا ومكلفا وغير فعال، بينما يرى المؤيدون أنه كان حذرا دون داع، وأن إنجازاته كانت لافتة استثنائية، مع الأخذ في الاعتبار فرض إدارة أوباما العديد من القيود عليه منذ بالبداية، والتي يقولون إنها أدت إلى فشل البرنامج بالكامل في النهاية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم النجاحات الضئيلة للبرنامج قبل التدخل الروسي لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن أوباما، الذي وافق على مضض بإقرار البرنامج في 2013 ، وقع ضحية لتغير التحالفات المستمر في الحرب السورية المستعرة، بجانب مواجهة البرنامج أزمات أخرى في أماكن تدريب مقاتلي المعارضة بتركيا والأردن.
وأوضحت الصحيفة أنه بمجرد عبور مقاتلي المعارضة المدربين على يد السي آي إيه إلى سوريا، واجه مسئولو المخابرات الأمريكية صعوبة في التحكم فيهم، وخاصة أن وصول العديد من الأسلحة الأمريكية إلى أيدي جبهة النصرة وانضمام العديد من المدربين إلى صفوف هذه الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، أكد مخاوف العديد من مسئولي إدارة أوباما.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)