رأت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الثلاثاء أن العنف الذي شاب اجتماعات قمة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية الاسبوع الماضي أخذ السلطات على حين غرة برغم انتشار أكثر من 20 ألف ضابط شرطة تم استدعاؤهم من مختلف أنحاء ألمانيا ومن دول مجاورة.
وذكرت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني – أن أحداث العنف في هامبورج فتحت أيضا نقاشا يمكن وصفه بالمألوف حول من يمكن إلقاء اللوم عليه على خلفية فقدان السيطرة في بعض المناطق التي شهدت تجمع أعداد غفيرة من المواطنين أعربوا عن غضبهم خلال فعاليات اكبر قمة سياسية واقتصادية في العالم، علاوة على اثارة تساؤلات بشأن حدود حرية التعبير في ألمانيا.
وأشارت إلى أن اليساريين ألقوا باللوم على الشرطة، وليس المتظاهرين السلميين، وأصروا على أن حماية التظاهرات السلمية تعد عقيدة أساسية في صميم الديمقراطية الألمانية بموجب دستور عام 1949، والتي أيدتها احكام المحكمة على مدار السنوات.
ومن ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن وزير الداخلية توماس دي ميزير قوله يوم أمس: “إن من خرج إلى الشوارع ليسوا متظاهرين، بل كانوا من صناع الفوضى الجنائية”، والذين خرجوا عن السيطرة وهاجموا المواطنين والممتلكات، ليسرقوا ويحرقوا.. وأضاف:”أن صناع الفوضى في ألمانيا وأوروبا لايمكن أن يزعموا أن هذا الأمر لدوافع سياسية”.
وفي السياق ذاته، أبرزت الصحيفة أن أحداث العنف في ألمانيا دفعت المحللين والسياسيين إلى التسابق من أجل طرح بدائل لمكان انعقاد القمة في المستقبل. فقد اقترح البعض عقد جميع لقاءات المجموعة في نيويورك، حيث يجذب الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة قادة العالم في سبتمبر من كل عام، بينما رشح آخرون انعقاد القمة في اماكن اكثر انعزالية حول العالم”.
تجدر الاشارة إلى أن السلطات الألمانية أعلنت أن 476 ضابط شرطة وعددا غير معروف من المتظاهرين اصيبوا خلال احداث العنف في هامبورج. فيما تم اعتقال أو القبض على أكثر من 400 شخص.
كما أوضحت (نيويورك تايمز) أن بعض وسائل الإعلام الألمانية وصفت خروج التظاهرات في هامبورج عن السيطرة بـ”الكارثة المزدوجة”. فبرغم نجاح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تحقيق مكاسب “ضئيلة” للوحدة العالمية في الحفاظ على وحدة دول مجموعة الـ 20 بشأن جميع القضايا باستثناء التغير المناخي، لم تستطع سلطات بلدها أن تحقق التوازن بين الحق في حرية التعبير والحاجة إلى الحفاظ على النظام العام.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)