رصد تحليل لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية محاولات الصين للتودد إلى حلفاء الولايات المتحدة الذين أزعجتهم إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلة إنه عندما التقى كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانج يي، بنظيريه الياباني والكوري الجنوبي في طوكيو نهاية الأسبوع الماضي، قال إن الصين ترى “إمكانات كبيرة” للتجارة والاستقرار إذا عمل الجيران الثلاثة معا. واستشهد بما وصفه بـ”الحكمة الشرقية” المشتركة، كما استشهد بمثل يُلمح إلى الولايات المتحدة كحليف بعيد وغير موثوق: “الجيران القريبون خير من الأقارب البعيدين”.
وقالت الصحيفة -في تحليل أوردته اليوم الخميس- إنه حتى أثناء حديث المسؤولين، بدأت سفينتان تابعتان لخفر السواحل الصيني توغلا غير عادي في المياه القريبة من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
وقال خفر السواحل الياباني -الذي تحرك لاعتراضهما- إن السفينتين الصينيتين كانتا مسلحتين وكانتا تطاردان قارب صيد يابانيا صغيرا.
وأضافت اليابان أن التوغل -الذي استمر قرابة أربعة أيام- هو الأطول حتى الآن للصين في المياه المحيطة بالجزر، التي يطالب بها كلا البلدين. وصرح وزير الخارجية الياباني بأنه احتج لدى وانج يوم السبت الماضي على تزايد هذا النشاط حول الجزر غير المأهولة، التي تطلق عليها اليابان اسم سينكاكو، وتطلق عليها الصين اسم دياويو.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن تعهدات الصين التي تتزامن مع الصداقة ونشر سفن مسلحة تعكس وجهي استراتيجية بكين للتعامل مع إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تعيد تقييم مكانة أمريكا في العالم بسرعة.
ونسبت الصحيفة إلى بوني إس جلاسر، المديرة الإدارية لبرنامج المحيطين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن قولها إن الصين تستخدم نهج “الجزرة والعصا” مع جيرانها، “لدعم سياسات الدولة المستهدفة التي تُفيد المصالح الصينية، والتحذير من السياسات الضارة بالصين”.
فمن ناحية، وبينما يُنفّر ترامب حلفاء الولايات المتحدة -بما في ذلك بفرض الرسوم الجمركية وفي حالة اليابان التشكيك في عدالة معاهدة دفاعية- ترى الصين فرصة للتودد إلى تلك الدول.
ومن ناحية أخرى -وفقا للصحيفة- يبدو أن بكين قد استنتجت أن سياسة ترامب الخارجية المتشددة تمنحها نفوذا لتعزيز مصالحها في وقت يشعر فيه العديد من حلفاء الولايات المتحدة بالضعف ويشككون في موثوقية أمريكا.
وأضافت جلاسر: “ترى الصين أن نفور ترامب لحلفاء الولايات المتحدة يُتيح فرصة، لكن هذا لا يعني أن بكين ستمتنع عن التعبير عن استيائها عندما تتعرض مصالح الصين الأساسية للتهديد”.
واتخذت الصين نهجا مشابها بين الصرامة واللين مع كوريا الجنوبية وفيتنام، إذ تزدهر تجارتها مع فيتنام، وقد أشارت إلى أنها قد ترفع قريبا حظرا غير رسمي على ترفيه موسيقى البوب الكورية من كوريا الجنوبية.
من جانبه قال جا إيان تشونج، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة سنغافورة الوطنية: “إن الصين، على أمل إرساء معيار جديد لعملياتها في المنطقة وتسعى إلى ذلك”.
وأضاف: “أعتقد أن أحد الحسابات هو أنه إذا كانت الولايات المتحدة غير فعّالة أو عاجزة، فإن الجهات الفاعلة الأخرى لن تتمكن من فعل الكثير بمفردها”.
المصدر: أ ش أ