ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه بعد أقل من أسبوع من استهداف أحد كبار قادة حماس في طهران وقائد كبير في حزب الله في بيروت، أصبح الشرق الأوسط برمته على حافة الهاوية، وذلك في خضم تزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا ووسط وعود بالانتقام من جانب القادة الإيرانيين، الأمر الذي ترك إسرائيل في حالة من عدم اليقين العميق.
وطرحت الصحيفة تساؤلا وهو: لماذا من المتوقع أن تشن إيران هجوماً؟
وقالت الصحيفة إن إيران تعهدت بالانتقام لاستهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي قُتل في طهران بعد أن حضر حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ولم يؤكد القادة الإسرائيليون أو ينفوا ما إذا كانت بلادهم وراء اختراق دفاعات إيران، لكن القادة الإيرانيين ومسؤولي حماس ألقوا باللوم على إسرائيل على الفور وتعهدوا بالانتقام.
وأصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أمرا لإيران بضرب إسرائيل بشكل مباشر، وفقا لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر.
ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعان قوله، في وقت سابق الاثنين، إن “طهران ليست مهتمة بتصعيد الصراعات الإقليمية، لكن من الضروري معاقبة إسرائيل”.
وفيما يتعلق بالكيفية التي يرتبط بها لبنان بهذه الأزمة، أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن مقتل هنية جاء بعد أيام قليلة من غارة إسرائيلية في بيروت قتلت فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، وقد أثار هذا القتل التوترات التي كانت مشتعلة بالفعل بين إسرائيل وإيران، وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله الأسبوع الماضي إن صراعه مع إسرائيل دخل مرحلة جديدة، وهدد برد انتقامي كبير، ردا على هذا الاغتيال.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله انخرط في هجمات متبادلة مع إسرائيل منذ أشهر، الأمر الذي أثار مخاوف من أن المنطقة تتجه صوب حرب أوسع، وأطلق حزب الله آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، وردت إسرائيل وقامت بإجلاء عشرات الآلاف من مواطنيها في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان.
واستمرت عمليات تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل اليوم، حيث أسفرت غارة جوية إسرائيلية عن مقتل شخصين في جنوب لبنان، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية، ورأت الصحيفة أن الهجمات لم تكن جزءا من الرد الرئيسي الذي هدد به حزب الله، غير أن المدنيين في لبنان وإسرائيل يواصلون الاستعداد لحرب شاملة محتملة.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين إنها سلمت 32 طنا من الإمدادات الطبية الطارئة إلى لبنان، تحسبا من نشوب صراع أوسع نطاقا.
أما عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد قال أمس الأحد إن بلاده في حرب متعددة الجبهات وإنها “مستعدة لأي سيناريو – هجوميا ودفاعيا”.
وفي الوقت ذاته، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت محادثات مع وزير الدفاع الأمريكي لويد جيه أوستن، وأطلعه على “استعداد الجيش الإسرائيلي للدفاع عن إسرائيل ضد التهديدات المحتملة التي تشكلها إيران”، وفقا لبيان صادر عن المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية.
ومضت الصحيفة تقول إنه مع تهديد إيران ووكلائها بمهاجمة إسرائيل، تُبذل جهود دبلوماسية محمومة لمنع نشوب حرب أوسع نطاقا، ويأتي ذلك وسط توقعات بأن يعقد الرئيس جو بايدن اجتماعا لفريقه للأمن القومي لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، وأضافت أنه أجرى محادثات هاتفية مع عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بعد يوم من سفر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى طهران لعقد اجتماعات مع نظيره الإيراني.
وفي سياق متصل، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع “لمناقشة الحاجة الملحة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط”، وحثت المجموعة “على ضبط النفس إلى أقصى درجة” لتجنب المزيد من التصعيد، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، ووصل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا إلى إسرائيل اليوم الاثنين لاستكمال التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، تحسبا لهجوم إيراني محتمل.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)