اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الرابطة الوطنية للسلاح في الولايات المتحدة متواطئة في أحداث الإرهاب.
وأشارت الصحيفة- في افتتاحيتها اليوم الخميس- إلى تصريح لمتحدث باسم تنظيم “القاعدة” في مقطع فيديو عام 2011 قال فيه إن “أمريكا مليئة بالأسلحة التي يسهل الحصول عليها، لذلك ما الذي تنتظرونه”.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تعد من أسهل الأماكن على الأرض، التي يمكن فيها لإرهابي شراء أسلحة هجومية لقتل عشرات الأشخاص في غضون دقائق، معتبرة أن المذبحة الفظيعة في أورلاندو مطلع الأسبوع الحالي هي أحدث مثال على ذلك.
وأشارت إلى أن كل هذا أصبح أكثر سهولة بكثير بسبب دفاع هذه الرابطة عن استخدام الأسلحة ومنعها إجراءات قوية للأمان، وبفعل أعضاء الكونجرس الذين يبدون وكأنهم سيقسمون يمين الولاء بدرجة أكبر لصناعة الأسلحة أكثر من ولائهم لدوائرهم الانتخابية، معتبرة أنهم متواطئون في هذا الشكل من الإرهاب.
ووفقا للصحيفة، فإن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بدؤوا- أمس الأربعاء- مناورة لفرض تصويت على تشريع يهدف للسيطرة على استخدام الأسلحة، مضيفة أنه إذا كان الكونجرس جادا بشأن تهديد الإرهابيين، فإن هناك العديد من الخطوات التي يمكنه اتخاذها مباشرة.
وأوضحت الصحيفة أن أولى هذه الخطوات هي دعم الجهود العاقلة لسد ما يطلق عليه الثغرة الإرهابية التي من شأنها زيادة الصعوبة على الإرهابيين المشتبهين في الوصول إلى السلاح.
ولفتت إلى أن الكونجرس نظر في ديسمبر الماضي في تشريع أعده السناتور الديمقراطية ديان فينشتاين والنائب الجمهوري بيتر كينج، كان سيمنح مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” القدرة على منع مبيعات السلاح لأشخاص لديه أسباب للاعتقاد بأنهم ربما يكونون على صلة بالإرهاب.
ونوهت الصحيفة إلى أن مشروع القانون كان يقوم على مقترح يعود لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، وتم الدفع بنسخ منه لأعوام، لكن الجمهوريين في الكونجرس صوتوا – في موقف داعم للرابطة الوطنية الأمريكية للسلاح وغيرها من منظمات حقوق الأسلحة – ضد هذا التشريع.
وأضافت نيويورك تايمز أن هذا التكاسل التشريعي يعد جنونا بشكل أكبر، عندما نعلم بأن هناك اتفاقا عاما لدى الأمريكيين يؤيد مثل هذه المحاولات لتقليل إراقة الدماء، لافتة إلى أن أغلبية ساحقة من الأمريكيين – ومن بينهم حائزو الأسلحة وحتى أعضاء الرابطة الوطنية للسلاح – يدعمون إجراءات تفتيش عالمية في ماضي المشتبهين، فيما تريد أغلبيات قوية حجب مبيعات لإرهابيين مشتبه بهم وحظر خزن السلاح ذات السعة العالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرابطة الوطنية للسلاح ترفض هذه الخطوات، وتقول في نفس الوقت إن الإرهابيين لا يجب أن يتمكنوا من الحصول على الأسلحة، متشبثة بالوهم العبثي الذي يدفع بأن تسليح الشعب بأسلحة ثقيلة هو الطريقة المثلى للحفاظ على أمان الأمريكيين.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )