رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أنه في الأيام التي تلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ووضع القوات النووية على “أهبة الاستعداد”، أحدث ذلك هيستيريا في جهود بناء المخابئ بأوروبا، مدفوعة بالخوف من وصول الرؤوس الحربية النووية الروسية إلى القارة العجوز.
و أدى العنف المتصاعد وإرث الحربين العالميتين إلى إحياء المخاوف بأوروبا من حدوث كارثة نووية لأول مرة بعد عامين في حالة تأهب قصوى ضد وباء كورونا حيث تبدلت اهتماماتها من الأقنعة واللقاحات والإغلاق إلى المخابئ وحبوب اليود وصفارات الإنذار للحرب النووية، في ظل القتال الدائر حول المحطات النووية في أوكرانيا ومخاوف بشأن أية حوادث نووية قد تقع.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك مبادئ السلامة النووية، قائلة إنها قلقة من “استمرار القصف الروسي على منشآت نووية” في أوكرانيا، لكنها أضافت أنه لم يتم رصد أي مؤشرات على حدوث انبعاث إشعاعي حتى الآن، فيما عبر الاتحاد الأوروبي عن “قلق بالغ إزاء مخاطر السلامة والأمن والضمانات النووية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا”.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن المهندس جوليو كافيتشيولي، بينما كان يستعرض نظام تنقية الهواء تحت الأرض الذي “ينظف” الجسيمات المشعة وغاز الأعصاب والعوامل البيولوجية الأخرى، قوله: “لقد وجدنا أنفسنا وسط هذا الإعصار العملاق للطلب”.
وأوضح أن شركته “Minus Energie ” انتقلت من العمل في 50 مخبأً في آخر 22 عامًا إلى إرسال 500 استفسار في الأسبوعين الماضيين، مضيفا: إنها “هستيريا لبناء المخابئ مدفوعة بالخوف من وصول الرؤوس الحربية النووية الروسية عبر أوروبا.. إنه أمر مخيف الآن”.
وحافظت فنلندا، الواقعة على الحدود الغربية لروسيا على استعداد عسكري عالٍ لسنوات واختبرت أجهزة الإنذار بانتظام، و”لديها تقليد طويل من التأهب، ونعمل باستمرار على بناء الملاجئ”، وفقًا لما ذكره بيتري تويفونين، الأمين العام لأمانة اللجنة الأمنية الفنلندية.
وأضاف أنه “في الوقت الحالي ، تتسع طاقتنا لحوالي 4،000،000 شخص في ما يقرب من 50000 مأوى”.
وفي السويد، أدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم إلى إطلاق استراتيجية “دفاع شامل” خففت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، والآن، تختبر وكالة الطوارئ المدنية السويدية نظام الإنذار من الغارات الجوية وتوزع كتيبًا احترازيًا على غرار حقبة الحرب الباردة، يتضمن قائمة مرجعية للإمدادات الأساسية التي يمكن الحصول عليها من السوبر ماركت للبقاء على قيد الحياة في حالة فرار أو في مأوى.
بدوره، قال ماتيو سيران، مؤسس شركة Artemis Protection، وهي شركة فرنسية للمخابئ الفاخرة الجاهزة مع أنظمة تنقية الهواء “تخيلها كأنها شاليه، ولكن تحت الأرض، يكلف ما لا يقل عن نصف مليون يورو لكل مأوى، في السابق، كان “الأثرياء حقًا” فقط هم من يهتمون بها، لكن بعد ذلك، منذ أسبوعين، بدأنا في تلقي أطنان وأطنان من الطلب من الناس العاديين، كان علينا تغيير استراتيجيتنا التجارية بالكامل”.
المصدر: وكالات